مع تفاقم صنوف التحديات، تظل الحرب على الإرهاب واحدة من أهم المحطات التي يتم خوضها من أجل فرص الاستقرار في أرجاء البلاد.
ففي خطوة نوعية أثارت الكثير من التفاعل والاهتمام، استهدفت ضربة جوية، دراجة نارية يقودها عنصران من تنظيم القاعدة في مديرية وادي عبيدة، شرقي محافظة مأرب.
وشنت طائرة بدون طيار يعتقد أنها أمريكية هجوما على الدراجة النارية بينما كان يستقلها عنصران من تنظيم القاعدة في بلدة "الحضن" بوادي عبيدة شرقي المحافظة النفطية. وأحدثت الغارة انفجارا كبيرا
يُشار إلى أن غارة مماثلة استهدفت في 29 نوفمبر الماضي القيادي العسكري في تنظيم القاعدة منير بجلي الأهدل، المكنّى بـ"أبو الهيجاء الحديدي"، عندما كان يستقل دراجة نارية في بلدة الحصون بمأرب.
وفي 9 نوفمبر ، ضربت غارتين أمريكيتين مخزن سلاح وورشة لتصنيع المتفجرات تابعة لتنظيم القاعدة في بلدة "خورة" بمديرية مرخة السفلى بشبوة، على حدود البيضاء.
الضربات الأمريكية ضد مواقع تنظيم القاعدة تُعدّ خطوة ذات أثر مباشر في الحد من قدرة التنظيم على إعادة تنظيم صفوفه أو استعادة نشاطه في المناطق التي تستغل حالة الاضطراب الأمني.
وتمثل هذه العمليات جزءًا من جهود مكافحة الإرهاب التي تتطلب تنسيقًا دوليًا واسعًا، نظرًا لطبيعة التنظيمات المتطرفة التي تتجاوز حدود الجغرافيا وتتحرك عبر شبكات معقدة يصعب مواجهتها بشكل منفرد.
وتبرز أهمية هذه الضربات في كونها تضرب البنية العملياتية للتنظيم وتحد من قدرته على التخطيط لهجمات تهدد أمن السكان المحليين والممرات البحرية وخطوط التجارة الدولية.
كما أن هذه العمليات تمنع تنظيم القاعدة من استغلال الفراغات الأمنية لفرض نفوذه أو تجنيد عناصر جديدة، وهو ما يشكل عاملًا مهمًا في دعم الاستقرار الإقليمي.
لكن هذه الجهود، رغم أهميتها، لا يمكن أن تكون كافية ما لم يتحمل المجتمع الدولي دوره الكامل في مكافحة الإرهاب.
فالإرهاب بات تهديدًا عالميًا يتجاوز تأثيره حدود بلدٍ بعينه، ما يجعل من الضروري تضامن المجتمع الدولي، سياسيًا وأمنيًا وإنسانيًا، من أجل دحر هذه التنظيمات وحماية منظومة الاستقرار في المنطقة والعالم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news