عسكري جنوبي يلتقي مدرعته القديمة بحضرموت بعد 3 عقود من الفراق القسري (قصة)

     
الوطن العدنية             عدد المشاهدات : 156 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
عسكري جنوبي يلتقي مدرعته القديمة بحضرموت بعد 3 عقود من الفراق القسري (قصة)

في صباح شتوي غير معتاد، شهدت رمال مقر اللواء "37 مدرع"، لحظات درامية تجاوزت حدود المشهد العسكري المألوف، عقب سيطرة القوات الجنوبية المسلحة، الأسبوع الماضي، على مناطق #وادي_حضرموت.

وقف المهندس العسكري في صفوف جيش "اليمن الجنوبي" السابق، ناصر حسن زين، أمام صف من الدبابات الصامتة التي تركتها ألوية "المنطقة العسكرية الأولى" خلفها، وهو يحدّق في أجسادها الصدئة كما لو أنه يقرأ وجوها يعرفها منذ زمن بعيد.

لم يتمالك الرجل دموعه حين وقعت عيناه في زاوية معسكر اللواء بمنطقة "الخشعة" على مركبة الإسناد الهندسي السوفيتية، كأنها قطعة من ماضية تنتظره بصبر المعادن.

اقترب منها ببطء واضعا يده على هيكلها المغبرّ، يتحسس الأرقام المنقوشة على بدن الآلية المدرعة: الرقم ذاته والهيئة نفسها ورائحة الزيت القديمة فتحت باب ذاكرته على مصراعيها.

كانت المركبة هي ذات الورشة المتنقلة التي خدم عليها مهندس الدبابات في لواء "العبر" سابقا على هذه المنطقة حتى صيف العام 1994، قبل أن تبتلعها الحرب التي شنّها نظام الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح على الجنوب، وتطوي معها أحلام جيل كامل من العسكريين والأمنيين الجنوبيين المُبعدين عن وظائفهم قسرا.

لم تكن الآلية الهندسية مجرد كتلة معدنية عسكرية في ناظري المهندس ناصر، بل قطعة من روحه عادت إليه بعد أكثر من ثلاثين عاما من الإقصاء.

يقول شقيقه الأصغر، الطبيب صالح حسن زين، إن ناصر أسر مع رفاقه في حرب العام 1994 ونُقل إلى سجن مأرب، قبل أن يُفرج عنه لاحقا، ليجد نفسه خارج الخدمة والوطن معا.

فرضت الحرب تلك واقعا جديدا تآكلت معه المؤسسة العسكرية في #الجنوب؛ إذ استُقدمت قوات من شمال #اليمن لتفرض انتشارها على المناطق الجنوبية، بينما أقصي آلاف الضباط والجنود الذين عاشوا مع أسرهم عقودا من التهميش بلا معاشات ودون أدنى اعتراف بسنوات خدمتهم الطويلة، ما ترك جرحا مفتوحا في الذاكرة الجنوبية حتى اليوم.

مع انطلاق هجوم ميليشيا الحوثي والقوات الموالية لصالح على المحافظات الجنوبية في العام 2015، لم يتردد المهندس العسكري ناصر زين، في الانضمام إلى المقاومة الجنوبية؛ ثم قاده حنينه غير المنهزم إلى أصوات المحركات التي ألفها، بعد التحاقه بكتيبة الدبابات في اللواء الخامس دعم وإسناد، في جبهة ردفان بمحافظة لحج.

واصل شغفه بمهنته حتى امتزج عرقه بزيوت المحركات المحروقة في عدد من جبهات القتال، مدركا بأن المعركة ليست فقط ضد خصوم في الميدان، بل هي حرب لاستعادة الذات المسلوبة.

في مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، ومع تحرك القوات الجنوبية لإعادة رسم خريطة السيطرة والانتشار ومعالجة الاختلالات الأمنية والعسكرية المتوارثة منذ عقود في أجزاء حضرموت الشمالية، استدعي المهندس لمهمة صيانة الدبابات المهجورة.

سرعان ما لبّى النداء ضمن فريق هندسي من اللواء الخامس متوجها إلى وادي حضرموت في صدفة قادته دون تخطيط إلى ورشته القديمة، حاملا أدواته بيد، وكرامته باليد الأخرى، وهو يؤمن بأن الأرض تعرف أبناءها مهما طال الغياب.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

نقل صـ.ـواريخ بالستـ.ـيه الى هذه المنطقة وبلاغ عاجل الى قيادة التحالف العربي

صوت العاصمة | 1521 قراءة 

اتصال هاتفي رفيع بين طارق صالح وعيدروس الزُبيدي: معركة واحدة وهدف واحد (تفاصيل)

حشد نت | 1363 قراءة 

مصادر: العليمي يقدّم استقالته رسمياً للسعودية بعد اكتمال سيطرة القوات الجنوبية وتحولات كبرى تلوح في المشهد اليمني

الناقد برس | 1155 قراءة 

تقرير | السيناريوهات المحتملة للمشهد اليمني عقب تصعيد الانتقالي الجنوبي شرقًا من وجهة نظر برلمانيين وسياسيين

بران برس | 823 قراءة 

الحبيب علي الجفري يوجه رسالة هامة بشأن الوحدة وانفصال جنوب اليمن

بوابتي | 765 قراءة 

اليمن.. رشاد العليمي يعرض استقالته على السعودية

عدن حرة | 750 قراءة 

ناشط جنوبي يقدم نصيحة للمغتربين اليمنيين في السعودية

كريتر سكاي | 689 قراءة 

محافظ حضرموت يكشف مستجدات الوضع العسكري وانسحاب الانتقالي من هذه المناطق

كريتر سكاي | 595 قراءة 

“فتحي الضبوي”.. عقيد في الجيش اليمني تعرض للتصفية من قبل “الانتقالي” في مطار سيئون (قصة صحفية)

بران برس | 541 قراءة 

تناقض مواقف عمرو بن حبريش يثير الاستغراب

عدن تايم | 431 قراءة