ضرورة احتواء أحداث حضرموت والمهرة عبر الحوار وتغليب المصلحة الوطنية
قبل 11 دقيقة
تشهد محافظتا حضرموت والمهرة توترات ميدانية متصاعدة تستدعي وقفة مسؤولة من دول التحالف العربي الداعمة للشرعية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ومن القيادة السياسية ومختلف المكونات السياسية والقوى الوطنية. وتبرز الحاجة الملحة إلى معالجة نتائج تلك الأحداث عبر آليات الحوار البناء، وبأساليب سياسية وعقلانية تكفل نزع فتيل التوتر وإعادة الأوضاع إلى حالتها الطبيعية، بما يحفظ الاستقرار ويصون السلم الاجتماعي.
لقد أثبتت التجارب أن أي خلافات جانبية داخل إطار الشرعية، أياً كان حجمها أو أطرافها، تفضي بالضرورة إلى إضعاف مؤسساتها، وتفكيك بناها السياسية، وتعميق الانقسامات بين مكوناتها. ولا شك أن استمرار هذه التصرفات يوفر للمليشيات الحوثية فرصة ثمينة لاستغلال تلك التباينات، والعمل على تغذيتها، بما يمكنها من اختراق الصف الوطني وإضعاف الجبهة المناهضة لمشروعها الانقلابي.
إن حل الأزمة اليمنية والخروج من المأزق الذي يعانيه الشعب منذ سنوات يقتضي تغليب المصلحة العليا للوطن على ما سواها، وتعزيز وحدة الصف الجمهوري، وتوجيه كافة الإمكانات السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية نحو معركة الشعب المصيرية ضد المليشيات الحوثية، التي تمثل الخطر الأكبر على الدولة والمجتمع والهوية الوطنية.
كما تفرض المرحلة الراهنة على جميع المكونات الوطنية تقديم تنازلات متبادلة، وفي مقدمتها المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات درع الوطن، بما يسهم في تجاوز الخلافات وتأجيل القضايا ذات الطابع الجانبي إلى ما بعد استكمال استعادة الدولة والقضاء على المشروع الحوثي. فالأولويات الوطنية تتقدم على سائر الاعتبارات، ولا يمكن تحقيق أي أهداف سياسية ما لم يتم تحصين الجبهة الداخلية وتوحيد الجهود.
إن اليمن يقف اليوم أمام استحقاق وطني كبير يستوجب تماسكاً سياسياً ومسؤولية تاريخية، ويضع على عاتق القوى الفاعلة واجب العمل بروح الشراكة، بعيداً عن منطق التصعيد والتجاذبات. فتعزيز وحدة الصف واستعادة الدولة يشكلان المدخل الطبيعي لإحلال السلام الدائم وبناء المستقبل الذي يستحقه الشعب اليمني.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news