في مدينة تعز، التي تأكلها نيران الحرب وتنهش أمنها حالة الانفلات، تتصاعد فجيعة جديدة تزيد من معاناة أهلها المكدودة.
فقد استُهدفت المحامية أميرة الشيباني، وهي امرأة في القانون، باعتداء همجي وشنيع وقع في عقر دارها، المفترض أنه حصنها الآمن.
والفاعل في هذه الجريمة البشعة، كما تؤكد الروايات المحلية، ليس مجرد مجهول، بل هو أحد أقاربها، شخص معروف لدى الجميع بسجله الإجرامي المشين وبتمرده السافر على كل القيم والأنظمة.
والأمر الذي يزلزل أركان الأمن ويبعث على الرعب في نفوس الساكنين، هو أن هذا المتهم لا يزال طليقاً يصول ويجول في أزقة الحارة وشوارعها، في استهتار تام بأرواح الناس ودمائهم.
هذه الجريمة لم تمر مرور الكرام، بل أشعلت فتيل الغضب في نفوس أهل تعز، وتتعالى الأصوات، لا مجرد مطالبة، بل كصرخة استغاثة توجه إلى كل ذي ضمير وإلى كل جهة مسؤولة.
يقول أحد وجهاء الحارة: "كيف ننام ونحن نعلم أن مجرماً خطيراً يسكن بيننا، وقد أقدم على فعلته النكراء ولم يحرك أحد ساكناً؟ نحن نطالب بتطبيق القانون، وإلا فإننا مقبلون على فوضى عارمة".
إن استهداف امرأة في القانون، وحماة الحقوق، في مسكنها الآمن، هو تعدٍ صارخ على هيبة القانون ذاته، وتحدٍ سافر لما تبقى من سلطة الدولة في مدينة أنهكها الصراع.
إنه رسالة مفادها أن لا أحد في مأمن، وأن الحصن الأخير للمواطن -بيته- لم يعد منيعاً.
وتبقى الأنظار شاخصة إلى القائمين على الأمر في تعز، فهل يسمعون صرخة المظلومين، ويحرّكون ساكناً لإعادة هيبة القانون وإنصاف المعتدى عليها، قبل أن تطول يد العدوان مزيداً من الأبرياء، وتتحول المدينة إلى غابة بلا راعٍ؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news