كشفت مصادر عسكرية مطلعة، في تطور ذي دلالة، عن صدور توجيهات رئاسية عليا مساء الاثنين، تقضي بإعادة تموضع عدد من ألوية قوات "درع الوطن" من مواقعها الحالية في محافظتي لحج والضالع، نحو منطقة العبر الاستراتيجية بمحافظة حضرموت.
ويأتي هذا التحرك في إطار خطة عسكرية أوسع تهدف إلى تعزيز البنية الأمنية والعسكرية في المناطق الشرقية، ورفع مستوى الجاهزية القتالية على طول المحاور الصحراوية الممتدة حتى الحدود مع محافظة المهرة.
وقالت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، إن القوات المخصصة للنقل تشمل وحدات قتالية مدرعة ومشاة خفيفة تتمتع بخبرة ميدانية عالية، مشيرةً إلى أن هذه الوحدات ستبدأ عملية انتقالها بشكل تدريجي ومنظم خلال الأيام المقبلة.
وأضافت أن هذا التدرج يهدف إلى ضمان سير العمليات اللوجستية بسلاسة، وتأمين خطوط الإمداد الطويلة التي تمر عبر مناطق جغرافية وعرة، مما يتطلب تنسيقاً دقيقاً لضمان وصول جميع التعزيزات والمعدات إلى مواقعها الجديدة بأمان.
وأكدت المصادر أن إعادة التموضع العسكري لقوات "درع الوطن" ليست مجرد عملية نقل روتينية، بل هي جزء من استراتيجية متكاملة تركز على المناطق الشرقية التي تُعتبر ساحة حيوية ذات أهمية اقتصادية وأمنية بالغة.
وتستهدف هذه الخطوة تعزيز القدرة على مراقبة الحدود الدولية، وحماية المنشآت النفطية والغازية المنتشرة في حضرموت، وتأمين الطرق التجارية الرئيسية التي تشكل شريان الحياة للمنطقة الشرقية.
وستتولى الوحدات المنقولة، فور وصولها إلى مواقعها الجديدة في العبر والوديعة، مهام تأمين محاور الحركة، وتعزيز القدرة على الرد السريع لأي تهديدات محتملة، بالإضافة إلى دعم القوات الموجودة في تنفيذ مهامها الرقابية والأمنية في مساحة جغرافية واسعة.
ويُشار إلى أن قوات "درع الوطن" تمثل ركيزة أساسية في الهيكل العسكري الجديد الذي تسعى الحكومة الشرعية إلى بنائه.
وقد أُنشئت هذه القوات بقرار من رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، في 29 يناير 2023، وتُعد ذراعاً عسكرية موحدة هدفت إلى دمج وتوحيد القوات العسكرية المناهضة للحوثيين تحت قيادة مركزية واحدة.
وتنتشر فرق وألوية "درع الوطن" في مسرح عمليات واسع يمتد من العاصمة المؤقتة عدن، مروراً بالساحل الغربي (لحج وأبين والضالع)، وصولاً إلى العمق الشرقي (وادي حضرموت والمهرة)، مما يؤكد الدور المحوري الذي تلعبه في تأمين مناطق سيطرة الحكومة ومواجهة أي تهديدات أمنية قد تستقر استقرارها. و
يُنظر إلى هذا التعزيز الأخير في حضرموت على أنه خطوة عملية نحو ترسيخ هيبة الدولة في المناطق النائية وتعزيز سيطرتها على كامل التراب الوطني.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news