المستقبل وضرورة تغيير السياسات العقيمة (الحالة اليمنية)

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 34 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
المستقبل وضرورة تغيير السياسات العقيمة (الحالة اليمنية)

  

قاسم عبد الرب العفيف

دعونا ننظر إلى المستقبل بمنظار واقعي يسوده التصالح والتسامح والعيش المشترك فليس من المعقول أن تظل النخب اليمنية بعد كل الذي حدث تتمترس في خندق واحد ضد كل ما هو جنوبي.

أو حتى من يتكلم بشيء لصالح الجنوب حتى أصبح الوضع لا يطاق ولا امل في حلول واقعية للخروج من الأزمة خاصه والمعبد الذي يدافعون عنه قد تم هدمه من قبلهم على رؤوس الجميع وبالأخير الجنوب سيشقّ طريقه ولا ينتظر أحدًا فزمن التخوين والشتم والسب قد ولى زمانه وذهب مع أصحابه الذين غادروا المشهد.

الوحدة عمل سياسي بحت جرت بين دولتين معترف بهما دوليًا وفشلت والسبب هذه العقليات التي ترى الوحدة ضم وإلحاق وأنهم مكلفون بتعميدها بالدم والبعض يعتقد أنه مكلف إلاهيًّا لحكم اليمن.

لن يستطع الشمال شطب الجنوب من الخارطة والجنوب ليس لديه النية بشطب الشمال نحن وإياكم نستطيع أن نتعايش بحب وسلام وتعاون أن غيرتم نهج سياساتكم تجاه الجنوب وستجدوننا أكثر تجاوبًا لمساعدتكم للسير في هذا الطريق الأمن أنتم لستم أوصياء علينا ونرفض أن تعتبرونا فرعًا وأنتم الأصل فهذه سياسة غير أخلاقية ولا تتفق مع التاريخ والجغرافيا ناهيك عن أنها سياسة استعلائية تحمل في طياتها جينات عنصرية خبرناها خلال الأربعة العقود الماضية فنحن ندٌّ لكم في كل شيء وبالمناسبة نحب أن نذكركم باننا لم نغدر بكم ولم نطلق الجهاديين إلى الشوارع ليصطادوا كوادركم بل أنتم من فعل ذلك بكوادرنا.

ونحن لم نعلن الحرب عليكم كما فعلها رئيسكم عفاش وأعلنها على الهواء مباشرة في ميدان السبعين وأنتم من أطلق الطلقة الأولى على القوات الجنوبية في عمران وذمار ونحن لم نسير الجيوش ولم نحشد المجاهدين الأفغان بل أنتم من فعل ذلك ضدنا نحن لم نستخدم الدين لتكفيركم وحولتم الوحدة من عمل سياسي دنيوي إلى وحدة مقدسه فقلتم الذي أمر بالصلاة أمر بالوحدة لتحولوا الخلاف السياسي إلى حرب دينية ضد الجنوب (الكافر). وأصدرتم الفتاوى لقتل الجنوبيين وبهذا استحضرتم التاريخ في الصراع بين الجنوب والشمال الذي كان بعض الأئمة في القرون الوسطى يبرّروا غزواتهم بها ضد الجنوب ونحن لم نسرح مئات الألاف من موظفيكم العسكريين والمدنيين ورميهم إلى الشارع أنتم من فعل ذلك بموظفينا.

ونحن لم نشلح المصانع وندمرها ونوزعها على الأشخاص كغنائم حرب وطردتم العاملين فيها إلى الشارع بل أنتم من فعل ذلك وحتى الأبقار في مزارع الدولة لم تسلم فقد سقتموها إلى مزارعكم في ذمار وصنعاء ونحن لم نحول آبار النفط والغاز إلى ملكيات خاصة بل من عمل ذلك هو أنتم ونحن لم نقل عليكم بقايا الاستعمار التركي والفارسي ولكن أنتم من قلتم علينا هنود وصومال وأنتم من نسف روح التآخي بين الشعبين عبر التمييز الذي تمارسوه ضد مواطني الجنوب.

خلال عقود الوحدة كان التعامل مع الجنوبي كمواطن درجة أدنى ليس لديه الحق بالدخول إلى الكليات العسكرية ولا يبعث إلى الخارج في بلدان أوروبية وأمريكا وماليزيا وحدد له بلدان معينه وتم التخلص من الكوادر الدبلوماسية تدريجيا حتى أصبح من النادر أن تجد جنوبيًا في أي سفارة أو قنصلية بالخارج.

لم نقم بمواجهة الاحتجاجات الجنوبية بالشارع بالسلاح والذخيرة الحية وقتل المتظاهرين وتصويب البنادق إلى الصدور والرؤوس ولكنكم أنتم من قام بذلك حتى لم تتفهموا ما مشكلة هؤلاء باعتبارهم مواطنين تحت إدارتكم ولكن عند تغيير الرئيس الانتقالي عمل مشكورًا على تغيير مكان الضربة من الرأس والصدور إلى أمرجول.

وبالأخير أنتم تصارعتم على السلطة وأنتم من اختار الرئيس التوافقي وأنتم من قمتم بحوار وطني شارك فيه جنوبيون بضمانات منكم ولكن بالأخير غدرتم بهم وأنتم من ذهب إلى صعدة للتفاوض مع الحوثي (مؤتمر وإصلاح) لجلبه إلى صنعاء وآمنتم له الطريق وأنتم من سلمه عاصمة الجمهورية بكل مؤسساتها العسكرية والمدنية وأنتم من استبدلتم مخرجات الحوار باتفاق السلم والشراكة وليس نحن.

وكانت أولى خطواتكم تسيير جيوشكم المشتركة إلى عدن تحت شعار مطاردة الدواعش وما أسرعكم لإيجاد وصفات لأعدائكم في 94م كان الجنوبيون شيوعيين وكفرة واليوم دواعش وإرهابيين هذا هو نهجكم وسياساتكم وهذه هي عقلياتكم لم تتبدل منذ قرون، ولا زلتم تسيرون بنفس السياسية والنهج بالله عليكم هل الجنوب سيقبل مثل هذه السياسات والنهج ولماذا بعد أن قدم كل هذه التضحيات وحقق الانتصارات على الأرض؟ بينما أنتم ضيعتم دولتكم وأصبحتم في عداء مع الجنوب الذي وفر لكم الأرض لتقيموا عليها كضيوف ولذلك إذا أردتم حلولًا واقعية والخروج من الأزمة نطالبكم بأن تغيروا أولا سياساتكم ونهجكم تجاه الجنوب والاعتراف بالواقع بأن الجنوب كيان مستقل دخل معكم في وحدة سياسية وفشلت.

ثانيا: عليكم الالتفات إلى وضعكم ومعالجة الخلل الذي تهربون منه وهو غياب الدولة ومؤسساتها المعروفة التي تحتكم للقانون والدستور فلو وجدت دولة لديكم لن يستطع أحد أن يخرج عن القانون وكل الذي مارستموه من أفعال يخالف القانون ولنسأل هل يجيز لكم الدستور والقانون قتل الجنوبيين الآمنين بالشوارع؟ هل الدين والقانون يجيز لكم تكفير شعب الجنوب بكامله؟ وهل القانون والدين يسمح بطرد موظفي الدولة الجنوبية التي توحدت معكم إلى الشارع بمئات الآلالف؟ وهل القانون والدين يجيز لكم نهب ثروات الشعب وتحويلها إلى ملكيات شخصيه ؟ لهذا يتطلب مراجعة أنفسكم لأن بعضكم وصل به الهوس إلى مطاردة أي جنوبي يحمل أفكارًا تتعارض مع أفكاركم.

التغيير مطلوب من الجميع ولا يقتصر الأمر على جهة معينة لن نستطيع العبور إلى المستقبل إلا إذا تركنا خلفنا كل معوقات الماضي وانطلقنا بروح جديدة تواكب العصر فقطار التغيير في العالم انطلق مع بداية الألفية الثالثة فمن لا يرغب في التغيير حتما سينزل من الموكب كما شاهدنا الكثيرين ممن قد غادروا المشهد إلى الأبد فالأفضل لنا جميعا أن نعيد حساباتنا لكي نواكب التطور العالمي الجديد ونعيش بأمن وسلام بين الأمم ونحول كل جهودنا للتنمية والبناء

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

وصول طائرة عسكرية إلى مطار عدن قادمة من دولة

نيوز لاين | 1460 قراءة 

اللواء سلطان العرادة يكسر الصمت ويعلن أول تحرك عسكري بعد سيطرة الانتقالي على حضرموت

نيوز لاين | 1348 قراءة 

المقاومة الوطنية تعزز حضورها البرلماني بانضمام نواب جدد إلى كتلتها – الأسماء

حشد نت | 1281 قراءة 

اول تصريح لمحافظ حضرموت عقب محاصرة عناصر الانتقالي لمنزله

بوابتي | 1191 قراءة 

المجلس الإنتقالي يكشف عن وضع مأرب وتعز في ظل تحركاته الأخيرة لاستكمال السيطرة على الجنوب

نافذة اليمن | 1105 قراءة 

الغارديان: انسحاب سعودي من عدن وضغوط دولية على الزبيدي… الجنوب على حافة إعلان الانفصال

يني يمن | 991 قراءة 

عاجل | تطورات سياسية ومواقف غير مسبوقة في الرياض بشأن أحداث حضرموت والمهرة

صحيفة ١٧ يوليو | 951 قراءة 

مستشار العليمي يكشف عن سقوط وشيك للشرعية وإعلان الاستقلال في الجنوب

صوت العاصمة | 939 قراءة 

معارك ضارية تسفر عن سقوط ضحايا من قوات الشرعية

كريتر سكاي | 840 قراءة 

رشاد العليمي: مجلس القيادة لن يوفر الغطاء السياسي لأي إجراءات أحادية وندعو لموقف دولي موحّد

بران برس | 786 قراءة