في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية، تكشف التطورات الميدانية الأخيرة عن تصعيد ممنهج ومقلق في عمليات تجنيد الأطفال من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية في المحافظات الخاضعة لسيطرتها.
وتبرز محافظة إب، المعروفة بكثافتها السكانية، كبؤرة جديدة لهذا الاستغلال البشع، فمنذ منتصف نوفمبر الماضي، كثّفت المليشيا حملاتها الميدانية، محوّلةً المدارس والتجمعات إلى مراكز حشد، في خطوة تؤكد إصرارها على تحويل مستقبل جيل كامل إلى وقود لحربها المستمرة.
إب تتصدر القائمة ”
ويؤكد هذا التصعيد الأنباء والتقارير التي جعلت من محافظة إب في صدارة المحافظات اليمنية في معدلات تجنيد الأطفال من قبل المليشيات.
ووفقاً لمصادر محلية، تتركز الحملات في مديريات القفـر، والمخـادر، وجبـلة، وذي السفـال، التي تحولت إلى مراكز رئيسية لدفع الأطفال نحو الجبهات، مستغلين بذلك هشاشة الوضع الاقتصادي وغياب الرقابة الدولية الفعالة على الأرض.
“إكراه وضغوط”
لم تعد تقتصر الانتهاكات على عمليات التجنيد المباشر في الشوارع أو من خلال وعود زائفة، بل وصلت إلى حد “الإكراه والضغوط المباشرة” على أولياء الأمور.
وتعكس وشهادات الأسر من داخل إب حجم المأساة، حيث أكد عدد منهم أن أبناءهم يتعرضون لتهديدات مستمرة لإجبارهم على الالتحاق بـ “دورات التعبئة الحوثية”.
هذا الوضع دفع بعض الأسر إلى اتخاذ قرارات مصيرية مؤلمة، أبرزها إيقاف تعليم الأبناء خوفاً من استغلالهم في محيط المدارس وتحويلهم إلى وقود لحرب المليشيات.
وتدعم الأرقام التي وثقتها منظمات حقوقية يمنية ودولية مركزية الخبر الميداني في إب، وتؤكد الطبيعة الممنهجة لعمليات التجنيد الحوثية.
وفي هذا السياق وثقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات ارتكاب مليشيا الحوثي أكثر من 21 ألف انتهاك ضد الأطفال منذ عام 2015، شملت 914 حالة قتل و6,417 إصابة.
كما أشارت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إلى أن الحوثيين كثفوا عمليات تجنيد المزيد من الأطفال منذ أكتوبر 2023، وقد اتهمت تقارير حقوقية المليشيا بارتكاب “جرائم حرب” على خلفية تجنيد الأطفال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news