أفادت وكالة "رويترز" الدولية للأنباء، الإثنين 8 ديسمبر/ كانون الأول 2025م، بمغادرة أعضاء الحكومة اليمنية المعترف بها من مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد (جنوبي اليمن) الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك بعد أيام من مغادرة رئيس مجلس القيادة الرئاسي "رشاد العليمي"، على وقع توتر المشهد بفعل تحركات الانتقالي في المحافظات الشرقية.
ونقلت الوكالة عن القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي "عمرو البيض"، قوله إن أعضاء الحكومة المعترف بها دوليا غادروا عدن، وأن المجلس لم يطلب منهم المغادرة، مشيراً إلى أن المجلس الانتقالي موجود في جميع المحافظات الجنوبية، بما في ذلك مدينة عدن.
والجمعة الماضية، غادر رئيس مجلس القيادة الرئاسي "رشاد العليمي" مدينة عدن، متوجهًا إلى المملكة العربية السعودية لإجراء مشاورات مع شركاء اليمن الإقليميين والدوليين حول تطورات الأوضاع الوطنية، وخاصة في المحافظات الشرقية، وفقًا لوكالة الأنباء اليمنية سبأ (رسمية).
وفي وقت سابق اليوم، التقى "العليمي" بسفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، بحضور رئيس الوزراء سالم صالح بن بريك، لاطلاعهم على مستجدات الوضع في المحافظات الشرقية (حضرموت والمهرة)، حيث جدد التأكيد على رفض أي إجراءات خارج مؤسسات الدولة، متى ما توفرت الإرادة الوطنية والإقليمية والدولية الداعمة.
وأكد "لعليمي"، أن الخطوات الأحادية التي اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي تُشكّل خرقًا واضحًا لمرجعيات المرحلة الانتقالية، وتهديدًا صريحًا لوحدة القرار الأمني والعسكري، وتقويضًا لسلطة الحكومة الشرعية ومستقبل العملية السياسية.
ووفق الإعلام الرسمي، شدّد "العليمي" على أهمية تكامل مواقف دول التحالف في دعم الحكومة الشرعية، وبما يحافظ على وحدة مؤسسات الدولة ويمنع زعزعة الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة.
كما جدد التأكيد على أن موقف مجلس القيادة الرئاسي واضح من تجاربه السابقة بعدم توفير الغطاء السياسي لأي إجراءات أحادية خارج الإطار المؤسسي للدولة، متى ما توفرت الإرادة الوطنية والإقليمية والدولية الصادقة.
وقال “العليمي” إن المسار الأكثر فاعلية للتهدئة يكمن في موقف دولي موحد يرفض الإجراءات الأحادية ويدعم الحكومة الشرعية باعتبارها الجهة التنفيذية الوحيدة المخولة بحماية المصالح العليا للبلاد، مؤكدًا أن الشعب اليمني وحكومته قادران على حماية الدولة وردع أي تهديد.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المناطق الشرقية توترات متصاعدة، على خلفية تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي من خلال تنفيذ خطوات ميدانية خلال الأيام الماضية، وهو ما اعتبرته القيادة السياسية إجراءات أحادية تستهدف توسيع نفوذه خارج إطار التوافق داخل مجلس القيادة.
وخلال الأيام الماضية، عززت قوات الانتقالي وجودها في محافظتي المهرة وحضرموت، عبر السيطرة على المعسكرات والمرافق الحكومية ومواقع عسكرية، في خطوات رأت فيها الحكومة محاولة لفرض أمر واقع جديد في المحافظات الشرقية الغنية بالموارد والمنافذ الحدودية، بعيدًا عن مؤسسات الدولة المركزية.
وتزداد حساسية الوضع مع استمرار الجهود الأممية والدولية الرامية إلى استئناف العملية السياسية، إذ يشدد المجتمع الدولي على ضرورة توحيد القرار السياسي والعسكري للحكومة المعترف بها دولياً، وامتلاكها سلطة فعلية قادرة على تمثيل اليمن في أي مفاوضات تسوية مرتقبة.
وفي ظل التحذيرات الصادرة عن أعضاء ورئيس مجلس القيادة، من أن أي تحركات خارج إطار التوافق تمثل تقويضاً للشرعية وتهديداً مباشراً لوحدة القرار داخل مجلس القيادة، تبرز تساؤلات حول مستقبل الشراكة بين مكونات المجلس في ظل استمرار الانتقالي في تعزيز نفوذه المناطقـي، ما ينذر بمزيد من التعقيد في المشهد السياسي والأمني داخل المناطق المحررة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news