تصاعد الجدل في الأوساط السياسية والشعبية اليمنية، اليوم، حول ما وُصف بـ"تهرّب" رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني من إصدار بيان رسمي يوضح موقف المجلس من تحركات قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، والتي اعتُبرت خطوات أحادية مخالفة للدستور واتفاق الرياض ونقل السلطة والمرجعيات الثلاث.
وقالت مصادر برلمانية إن البركاني تجنّب الخوض في ملف يُعد من أخطر الملفات الوطنية، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تداعيات التحركات العسكرية في المحافظات الشرقية، الأمر الذي وصفه مراقبون بأنه "إخفاق في القيام بواجب الدولة وأعلى مؤسسة تشريعية ما زالت قائمة".
وبحسب ناشطين، فقد لجأ البركاني إلى الظهور في فعالية محلية لافتتاح مشروع صغير في مديرية المعافر بمحافظة تعز، تمثّل في خزان خرساني بسعة 200 متر مكعب فقط، يخدم بضعة آلاف من السكان، في محافظة يتجاوز عدد سكانها أربعة ملايين نسمة يعانون من شحّ المياه وغياب المشاريع الحيوية.
واعتبر ناشطون أن حرص البركاني على حضور فعالية "هامشية" كهذه، في ظل الأحداث المتسارعة في الشرق اليمني، محاولة مكشوفة للتهرب من اتخاذ موقف علني تجاه ما يجري، مؤكدين أن هذا السلوك أثار موجة واسعة من السخرية والغضب على منصات التواصل الاجتماعي.
ويرى مراقبون أن امتناع رئيس البرلمان عن إصدار موقف واضح، في لحظة سياسية حسّاسة تشهد فيها المحافظات الشرقية محاولات للاستحواذ على الأراضي والثروات، يمثّل "إضعافاً خطيراً" للمؤسسة الشرعية الأخيرة المتبقية، ويضعف قدرة الدولة على مواجهة التحديات المتعاظمة.
ويؤكد ناشطون أن الشعب اليمني ينتظر من رئيس مجلس النواب موقفاً مسؤولاً "ينتصر للغالبية المتضررة"، وسط دعوات مستمرة لمحاسبة القيادات التي تتخلى عن واجباتها الدستورية في هذه المرحلة الحرجة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news