مشاهدات
تشهد منصات التواصل الاجتماعي هجمات متبادلة بين السعوديين والإماراتيين على وقع الأحداث الأخيرة التي شهدتها المحافظات الجنوبية والشرقية وخصوصاً حضرموت والمهرة من خلال إجتياح قوات الإنتقالي التي تدعمها الإمارات .
وفي ظل ضبابية في المشهد وعدم قدرة المحللين بالتكهن لما ستؤول عليه الأوضاع ، نرى في المقابل صمت وحذر سعودي من الرد رسمياً على ما حدث كونها من المفترض الدولة المسؤولة عن الملف اليمني ومسؤولة عن سلامة شرعية اليمن ووحدته أمام المجتمع الدولي وأمام اليمنيين ، وبموجب ذلك تدخلت بعاصفة الحزم للحفاظ على الشرعية اليمنية ومؤسساتها.
إلا أن ما يحدث من مشادات وإنتقادات في مواقع التواصل الاجتماعي بين السعوديين والإماراتيين يكشف جانب من التباين والخلاف بين السعودية والإمارات في الملف اليمني .
فعلى سبيل المثال لا الحصر رصدت " شبكة اليمن الإخبارية " نموذج من تلك التباينات يبرزها الناشطين المؤثرين في كلا الدولتين وكما يبدوا بأنه توجه يعكس سياسة الدولتين .
السياسي والأكاديمي الإماراتي والمقرب من صنع القرار في الإمارات الدكتور عبد الخالق عبدالله يظهر في كتاباته الأخيرة دعماً كاملاً للإنفصال في الجنوب ، حيث قال في آخر تغريدة له في حسابه على منصة " x " ، بأن الجنوب العربي يعيش لحظة تاريخيّة فاصلة يؤسس لاستقلاله وبسط سيادته على كل محافظة من محافظاته وكل شبر من مساحته من المهرة إلى باب المندب.
كما قال : حان الوقت لدول الخليج العربي التصالح مع الأمر الواقع والاعتراف بالجنوب العربي دولة شرعية فهي حليف صادق صدوق وخصم عنيد للقاعدة والاخوان والحوثي " ( حسب ما جاء في منشوره) .
أما الباحث السياسي السعودي سلمان الأنصاري فقد رد على الإماراتي عبد الخالق عبدالله بقوله : " البيانات الرسمية الإماراتية أكدت مراراً دعمها لوحدة وسيادة اليمن، ونفت دعمها لأي مشاريع تقسيمية. إلا إذا كنت تشير إلى أن هذه البيانات لا تعكس حقيقة المواقف، فهذه برأيي من أبلغ الإساءات للدول المحترمة التي تقول ما تفعل وتفعل ما تقول. ورجال أبوظبي أعلى مقاماً من ذلك " .( حسب ما جاء في منشوره) .
ليرد بعدها الإماراتي عبد الخالق عبدالله بقوله " الجنوب العربي حركة تحرر وطني وليس مشروع تقسيم وانفصال واذا قرر شعب الجنوب العربي استعادة استقلاله سيادته وبناء دولته المستقلة فيجب على كل دول العالم وفي المقدمة دول الخليج العربي دعم خياره الوطني الحر.( حسب منشوره).
ويتساءل مراقبون للشأن اليمني عن ما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلاً في اليمن عامة في ظل سيطرة كاملة للجنوب من قبل مليشيات مناطقية تدعمها الإمارات ، وسيطرة شبه تامة على الشمال من قبل مليشيات طائفية تدعمها إيران .
مراقبون يرون بأن هنالك ترتيبات قادمة للوضع اليمني ، ولكن يرى مراقبون آخرون بأن الجسد اليمني المنهك لم يعد يحتمل انصاف الحلول.
ينتظر اليمنيون قادم الأيام ما ستكشف لهم من تطورات وترتيبات ، فالآيام القادمة حبلى بالمفاجآت ، إما سلباً أو إيجاباً على اليمن قاطبه .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news