قال عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عبدالله العليمي إن إنهاء الحرب في اليمن يتطلب سلاماً شاملاً يعالج جذور الصراع وينهي الانقلاب الحوثي، مؤكداً أن السلام الحقيقي لا يعني تجميد النزاع بل إزالة أسبابه واستعادة مؤسسات الدولة وبناء مسار سياسي مستدام.
جاء ذلك خلال مشاركته، اليوم، متحدثاً رئيسياً في الجلسة الختامية للنسخة الثالثة والعشرين من منتدى الدوحة، بعنوان «مستقبل نؤمن به: إعادة بناء الثقة من خلال العمل المشترك»، إلى جانب عدد من الشخصيات الدولية، من بينهم الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود والمقرّرة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز.
وقال العليمي إن اليمن يعيش منذ عام 2014 واحدة من أعقد الأزمات في تاريخه الحديث، بعدما تحوّل الصراع من خلاف سياسي داخلي إلى حرب متعددة المستويات، تشابكت فيها الأبعاد السياسية والطائفية والاقتصادية والإقليمية والدولية.
وأضاف العلمي، أن انقلاب جماعة الحوثيين على الدولة ومؤسساتها أعاد البلاد من مسار التوافق الوطني وبناء الدولة المدنية، الذي أقره مؤتمر الحوار الوطني، إلى مرحلة أنهكت الشعب اليمني وهددت الأمن الإقليمي والدولي.
وأشار العليمي، إلى أن الجماعة الحوثية لم تكتفِ بالتمرد الداخلي، بل تحولت إلى مصدر لعدم الاستقرار في المنطقة، وارتبطت بما سماه بمحاور إقليمية، وارتهن قرارها في السلم والحرب لإيران، ما فاقم من خطورة الصراع على اليمن ومحيطه الإقليمي والدولي.
وأكد العليمي أن تحقيق العدالة يبدأ بسلام دائم وشامل يضمن استعادة مؤسسات الدولة وتحقيق تطلعات اليمنيين في الأمن والتنمية والاستقرار، مضيفاً: «نحن مع السلام منذ اليوم الأول، لكننا نريد سلاماً ينهي الانقلاب ويحفظ حق اليمنيين في مستقبل آمن ومستقر».
وأوضح العليمي، أن اليمن لا يجب أن يُنظر إليه فقط كنموذج للصراع، بل يمكن أن يكون نموذجاً للحل، داعياً إلى تغيير المقاربة الإقليمية والدولية تجاهه من ملف أمني ضيق إلى فرصة للتكامل الاقتصادي والتنمية، مشدداً على أن الاقتصاد يمكن أن يكون «أفضل حليف للسلام» إذا جرى إنهاء الصراع واستعادة المسار السياسي لبناء الدولة.
ورداً على سؤال حول دور المجتمع الدولي، اعتبر العليمي أن استمرار الحرب لأكثر من عشر سنوات يعود إلى ضعف الأدوات الدولية في التعامل مع الملف اليمني، مشيراً إلى أن القرارات الأممية، رغم أهميتها، أخفقت حتى الآن في إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة. وأضاف أن وجود مبعوث أممي وحده لا يكفي في ظل غياب دور دولي فاعل وإرادة حقيقية لدى الحوثيين للسلام.
ولفت العليمي، إلى أن اتساع دائرة الصراع إلى البحر ساهم في تنبيه العالم إلى خطورته، وهو ما انعكس – بحسب قوله – في إعادة تصنيف الجماعة الحوثية من قبل الولايات المتحدة وتغير الموقف الأوروبي تجاهها.
وفي ما يتعلق بالأوضاع في غزة، قال العليمي إن ما يجري هناك «اختبار صعب للضمير العالمي»، معبّراً عن تقديره لصمود الشعب الفلسطيني، ومثمناً جهود الوساطة التي تبذلها قطر ومصر، إضافة إلى ما وصفه بالموقف السعودي الثابت والداعم لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم.
وشدد العليمي، في ختام حديثه على أن حل الأزمة اليمنية يتطلب مقاربة محلية وإقليمية ودولية مشتركة تستند إلى المرجعيات المعتمدة، بما يضمن سلاماً شاملاً ومستداماً وأمن اليمن والمنطقة والعالم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news