في حادث مأساوي هز الأوساط الاجتماعية بمحافظة مأرب شرق اليمن، لقيت امرأة تبلغ من العمر 37 عامًا مصرعها، اليوم الأحد، داخل منزلها على إثر انفجار قنبلة يدوية، فيما يعتبر تذكيرًا مؤلمًا بالأثمان البشرية لانتشار السلاح في مناطق النزاع.
وبحسب ما أفادت به المصادر الأمنية الرسمية نقلاً عن شرطة محافظة مأرب، كانت الضحية تقوم بأعمالها المنزلية العادية عندما قررت رفع جعبة (حقيبة) السلاح الخاصة بزوجها لتضعها في مكانها المخصص. وفي لحظة غير محسوبة، انزلقت قنبلة يدوية كانت بداخل الجعبة وسقطت على الأرض، لتنفجر على الفور، محدثة إصابات بالغة للمرأة أودت بحياتها في الحال قبل وصول أي مساعدة طبية.
وأكدت التحقيقات الأولية التي أجرتها فرق الشرطة في موقع الحادث أن ما حدث كان مجرد "خطأ غير مقصود" ناتج عن عدم توخي الحذر عند التعامل مع ذخيرة حية، حيث لم تكن الضحية على علم بوجود القنبلة في الجعبة أو بطريقة التعامل الآمن معها.
على إثر الحادث، أصدرت شرطة محافظة مأرب بيانًا طوارئ، نعت فيه الفقيدة، ومجددةً دعوتها الملحة لكافة المواطنين، وخاصة في المناطق التي تشهد توترًا أمنيًا، إلى توخي أقصى درجات الحذر عند التعامل مع أي نوع من الأسلحة أو الذخائر أو المتفجرات داخل المنازل.
وأوضحت الشرطة أن "تخزين الأسلحة والمتفجرات في الأماكن السكنية يشكل خطرًا داهمًا يهدد حياة السكان، وخصوصًا النساء والأطفال، وقد يؤدي إلى كوارث لا تحمد عقباها". ودعت البيان الأسر إلى إبعاد هذه المواد الخطرة عن متناول الأفراد غير المتخصصين، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة لضمان سلامة أفراد الأسرة.
يأتي هذا الحادث المأساوي ليسلط الضوء مجددًا على ظاهرة انتشار الأسلحة الفردية والمتفجرات في المجتمع اليمني، وهي المشكلة التي تفاقمت بشكل كبير خلال سنوات النزاع المستمر. وتُعد محافظة مأرب، التي تشهد مواجهات مسلحة عنيفة، واحدة من أكثر المناطق التي يتزايد فيها حجم حيازة الأسلحة بين المدنيين، مما يحول المنازل إلى "براميل متفجرة" محتملة.
وناشدت نشطاء وحقوقيون في المحافظة مرارًا وتكرارًا الحاجة إلى حملات توعية مكثفة لتثقيف المواطنين بمخاطر هذه الظاهرة، مطالبين السلطات المعنية بوضع ضوابط صارمة لمنع تكرار مثل هذه المآسي التي تدمر أسرًا وتترك ندوبًا عميقة في المجتمع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news