ي تصريحات هي الأولى من نوعها منذ التطورات الأمنية الأخيرة، كشف محافظ حضرموت، سالم أحمد الخنبشي، عن خارطة طريق جديدة لإدارة الملف الأمني في المحافظة، مؤكداً انفراج الأزمة مع حلف قبائل حضرموت، وموضحاً طبيعة العلاقة مع القوات القادمة من خارج المحافظة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
جاء ذلك في مقابلة متلفزة شاملة مع قناة "الحدث" السعودية، مساء الخميس، حيث تناول الخنبشي بالتفصيل أحداث الفترة الماضية، وخطط المستقبل لضمان الاستقرار في وادي حضرموت وسيئون.
"حضرموت آمنة بطبيعتها".. رسالة واضحة للانتقالي
أكد المحافظ الخنبشي في بداية حديثه على "مبدأ أساسي" وهو أن محافظة حضرموت "آمنة بطبيعتها وتملك من القوات المحلية ما يكفي لحماية مؤسساتها ومواطنيها". وشدد على أن هذه القوات قادرة على فرض الأمن دون الحاجة لأي تشكيلات عسكرية وافدة.
وكشف الخنبشي عن اتصال مباشر أجراه مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزبيدي، موضحاً أنه "أبلغه بوضوح أن حضرموت لا تتحمل وجود قوات من خارجها في هذه المرحلة". وأضاف أن القوات التي وصلت من قبل الانتقالي "كانت لمهمة محددة، وقد طُلب منها المغادرة بعد انتهائها".
تعزيز قوات سيئون بالنخبة الحضرمية
وحول مستقبل الترتيبات الأمنية في مدينة سيئون، أوضح المحافظ أن هناك قوة أمنية قائمة وقادرة بالفعل على تأمين وادي حضرموت، مشيراً إلى أنه "سيتم تعزيزها بقوات إضافية من النخبة الحضرمية لضمان استقرار كامل". وتأتي هذه الخطوة لتؤكد على عودة السيطرة الأمنية بالكامل إلى القوات المحلية التابعة للمحافظة.
انفراج أزمة النفط وعودة الشركات قريباً
وعلى الصعيد الاقتصادي، حملت المقابلة أخباراً إيجابية بشأن القطاع النفطي، حيث كشف الخنبشي أن زعيم حلف قبائل حضرموت، الشيخ عمرو بن حبريش، "غادر صباح الخميس المنشآت النفطية التي كان متواجداً فيها، وذلك وفق الاتفاق الذي تم التوصل إليه".
وأكد المحافظ أن "الشركات النفطية ستعاود عملها قريباً جداً"، مشيراً إلى أن عودة قوات حماية الشركات التابعة للمحافظة لتولي مسؤولياتها في تأمين المنشآت هو الخطوة التالية المباشرة، مما يمهد لاستعادة الإنتاج النفطي بكامل طاقته.
تجاوزات "غير مقبولة" ورسائل واضحة للانتقالي
تطرق المحافظ الخنبشي إلى الحوادث التي شهدتها بعض المناطق خلال الفترة الماضية، واصفاً إياها بأنها "حالات نهب غير مقبولة". وقال إنه "تم تسجيل هذه الحوادث وتحدثت مع قيادات الانتقالي بشكل واضح وصريح لوقف أي تجاوزات".
وأضاف موجهاً كلامه للقيادة العسكرية للانتقالي: "هذه التصرفات لا تليق بكم وعليكم ضبط الأمور فوراً"، مما يعكس حرص السلطات المحلية على فرض القانون وحماية ممتلكات المواطنين.
تنسيق سعودي إماراتي ودعم لقطاع الكهرباء
على الصعيد الإقليمي، دعا المحافظ المملكة العربية السعودية إلى "دعم المحافظة تنمويًا، خصوصًا في قطاع الكهرباء الذي يعاني ضغطًا كبيرًا". كما أوضح وجود "تواصل مستمر مع قيادات عسكرية إماراتية متواجدة في مطار المكلا"، مؤكداً أنهم "يسهمون في حلحلة عدد من الملفات الأمنية والخدمية"، مما يشير إلى وجود تنسيق إقليمي لدعم الاستقرار في حضرموت.
وتأتي تصريحات المحافظ الخنبشي لتؤكد استعادة السلطات المحلية في حضرموت زمام المبادرة الأمنية، وترسيخ مبدأ الاعتماد على القوات المحلية في فرض الأمن والنظام، مع إبقاء الباب مفتوحاً للتنسيق الإقليمي لدعم المسار التنموي في المحافظة التي تعد الأكبر مساحة في اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news