شهدت محافظة حضرموت اليمنية، صباح اليوم الأحد، تصاعداً أمنياً خطيرا غير مسبوق، بعد اندلاع اشتباكات عنيفة ومفاجئة بين قوات النخبة الحضرمية وقوات حلف حضرموت.
وأسفرت المواجهات، التي استمرت لساعات، عن سقوط 15 قتيلاً من الطرفين ونحو 20 جريحاً، في تطور يثير مخاوف بالغة من انزلاق المحافظة المستقرة نسبياً إلى فوضى أمنية.
تفاصيل الاشتباكات والخسائر البشرية:
وفقاً لمصادر محلية وأمنية تحدثت لوسائل إعلام محلية، فإن الاشتباكات بدأت فجر اليوم في هضبة حضرموت ، بعد توترات متصاعدة بين الطرفين خلال الأيام الماضية.
واستخدم في المواجهات أسلحة خفيفة ومتوسطة، بما في ذلك أسلحة رشاشة وقذائف، مما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.
وبلغت حصيلة القتلى 9 عناصر من قوات حلف حضرموت، بينهم قيادي ميداني، بالإضافة إلى 6 قتلى من قوات النخبة الحضرمية.
كما أصيب نحو 20 شخصاً بجروح متفاوتة الخطورة، لا يزال جزء كبير منهم في حالة حرجة.
حالة طوارئ في المستشفيات:
شهدت مستشفيات حضرموت والمكلا الرئيسية حالة من الطوارئ القصوى، حيث استقبلت جثث القتلى والمصابين وسط مشاهد من الفوضى والهلع.
وأفاد شهود عيان بأن الطواقم الطبية تعمل بكامل طاقتها لمواجهة تدفق المصابين، في محاولة يائسة لإنقاذ الحالات الخطيرة التي تعاني من إصابات بالغة في الصدر والبطن. وناشدت إدارات المستشفيات المواطنين التبرع بالدم لمواجهة النقص الحاد في وحدات الدم.
حرب الصور والأسرى:
على صعيد متصل، شهدت منصات التواصل الاجتماعي حملاً واسعة من تداول صور ومقاطع فيديو تظهر عدداً من أفراد قوات حلف حضرموت وهم في حالة أسر على أيدي قوات النخبة.
وظهر في المقاطع عناصر ينتمون للواءات التابعة للقائد عمرو بن حبريش، القيادي البارز في حلف حضرموت، مما يزيد من حدة التوتر ويعقّد أي جهود وساطة محتملة.
صوت العقل.. شخصيات اجتماعية تعبّر عن الأسف:
أثارت هذه المواجهات موجة واسعة من الاستنكار والقلق في الأوساط الاجتماعية والقبلية في حضرموت. وعبّر مشايخ وشخصيات اجتماعية بارزة عن أسفهم العميق لوقوع هذه المواجهات بين "أبناء المحافظة الواحدة".
وفي بيانات ومواقف منفصلة، دعوا جميع الأطراف إلى ضبط النفس ووقف القتال فوراً، مؤكدين أن هذه الاشتباكات لا تخدم إلا أعداء اليمن وتزيد من معاناة أبناء المحافظة الذين عانوا كثيراً من ويلات الحرب.
خلفية وتداعيات محتملة:
يأتي هذا التصاعد المفاجئ ليطرح علامات استفهام كبيرة حول مستقبل الأمن والاستقرار في حضرموت، التي تعتبر واحدة من أهم المحافظات اليمنية وأكثرها استقراراً.
وتُعد قوات النخبة الحضرمية، المدعومة من التحالف العربي ، قوة رئيسية في مكافحة الإرهاب، بينما يُنظر إلى حلف حضرموت على أنه تحالف قبلي وعسكري محلي.
ويخشى مراقبون من أن يؤدي تدهور الوضع الأمني إلى فراغ أمني قد تستغله التنظيمات المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي لا يزال نشطاً في المناطق الصحراوية والجبلية بالمحافظة. تبقى الأوضاع متوترة للغاية، والأعين مسلطة على أي تحركات لوساطات محلية أو إقليمية لاحتواء الأزمة قبل أن تخرج عن السيطرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news