في خطوة تصعيدية ذات دلالات عميقة، وجه الناشط الاجتماعي أنيس الشريك، المعروف بقربه من المجلس الانتقالي الجنوبي ، اتهاماً لاذعاً لقوات تابعة للمجلس بـ"التعامل المهين والمذل" مع أسرى وجرحى "حلف قبائل حضرموت".
ما يميز تصريحات الشريك ليس فقط مضمونها، بل مصدرها أيضاً؛ فالخروج من شخصية محسوبة على التيار الموالي للانتقالي يجعل الانتقاد أكثر إيلاماً ويعكس وجود تصدعات داخلية بدأت تظهر على السطح، خاصة فيما يتعلق بسياسات المجلس في وادي حضرموت.
اتهام بالمعايير المزدوجة من داخل البيت الواحد
جاء بيان الشريك، الذي نشره وسط أجواء من الحزن على روح الشاب أحمد فيصل أبو راس، ليكشف عن تناقض صارخ في سلوك القوات الجنوبية. وقال الشريك في بيانه الذي لا يمكن السكوت عنه: "الحقيقة المؤلمة التي يجب أن يسمعها الجميع هي كيف تم تعامل القوات الجنوبية مع الأسرى الشماليين للمنطقة العسكرية الأولى... بأخلاق عالية واحترام كامل".
وأضاف، في مقارنة حادة تكشف حجم خيبة الأمل: "لكن جاء التعامل مع أبناء حضرموت من شباب الحلف الذين وقعوا في الأسر بعملية غدر بصورة مختلفة تماماً، كما يظهر في الفيديو الذي نشر للأسف على أيدي جنوبيين يعتبرونه انتصاراً".
هذه المقارنة، الصادرة من حليف سابق للمجلس، لا تقتصر على مجرد انتقاد لأخلاقيات الحرب، بل تشير إلى اتهام ضمني بالخيانة للقيم التي يُفترض أن "القضية الجنوبية" تقوم عليها، وتطرح تساؤلات حول ما إذا كانت القوات الجنوبية تتعامل مع أبناء حضرموت كشركاء أم كخصوم.
تحذير داخلي ورسالة سياسية
لم يقتصر بيان الشريك على الإدانة الأخلاقية، بل حمل في طياته رسالة سياسية واضحة موجهة إلى كل الأطراف، ولكن بطبيعة الحال، كان وقعها أقوى على حلفائه السابقين في المجلس الانتقالي والتحالف العربي الداعم له.
وخاطب الشريك قائلاً: "رسالتنا إلى جميع المعنيين في حضرموت؛ التحالف العربي، والسلطة المحلية، والمجلس الانتقالي، والقوات الجنوبية، نحمّلكم المسؤولية الكاملة عمّا حدث وما قد يترتب عليه من تبعات".
يأتي هذا التحذير في وقت حساس، حيث يسعى المجلس الانتقالي لتعزيز نفوذه في حضرموت كجزء من مشروعه السياسي. ويرى مراقبون أن مثل هذه التصريحات من شخصيات مؤثرة في قاعدته الشعبية قد تؤدي إلى تآكل هذا النفوذ وتفكيك التحالفات المحلية التي بناها، خاصة وأنها تذكي التنافس التاريخي بين الهوية الحضرمية العميقة والهوية الجنوبية الأوسع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news