يمن إيكو|تقرير:
تراجعت أسعار الذهب، اليوم الخميس، بعد حالة من التوتر والتوجّس بين المستثمرين عشية اجتماع الفيدرالي الأمريكي المرتقب وبيانات الفائدة المنتظرة، وسط بيانات مؤسسية عالمية تشير إلى موجة شرائية كبيرة، من قبل البنوك المركزية، أعادت رسم خارطة الاحتياطي العالمي، وفقاً لما نشرته رويترز وموقع المجلس، ورصده موقع “يمن إيكو”.
وحسب رويترز، فقد هبطت العقود الفورية للذهب بـ0.34% إلى 4,189.18 دولار للأونصة، فيما نزلت العقود الآجلة إلى 4,218 دولاراً للأونصة، فيما يعزو خبراء السلع هذا التراجع إلى أن السوق ينتظر محفّزات جديدة لتهدئة التوترات، مع ترجيحات قوية بأن الفيدرالي سيخفض الفائدة بنحو 25 نقطة أساس.
وشهدت تداولات اليوم مزيداً من الحذر بعد بيانات أمريكية أظهرت فقدان القطاع الخاص 32 ألف وظيفة، في إشارة عمّقت توقعات الخفض ورفعت مؤشر CME لرهانات الفائدة إلى 89%، وفي المقابل، واصلت الفضة صعودها القوي محققة مستوى قياسياً جديداً، بارتفاع تراكمي تجاوز 102% منذ بداية العام، بفعل مخاوف السيولة واتساع التدفقات الخارجة من الأسهم الأمريكية.
وفي المقابل، ارتفعت العقود الآجلة للفضة بنسبة 0.3% إلى 58.78 دولار، مما يعكس تبايناً لافتاً في حركة المعادن الثمينة خلال جلسات الأسبوع. ويرى محللون أن استقرار الفضة فوق مستوياتها القياسية يعزز معنويات المستثمرين في سوق المعادن، ويمنح الذهب دعماً غير مباشر رغم الضغوط المؤقتة للفائدة الأمريكية.
وفي سياق متصل، كشف مجلس الذهب العالمي عن قفزة قوية في مشتريات البنوك المركزية خلال أكتوبر، بإجمالي 53 طناً إضافياً، بارتفاع يقارب 36% عن سبتمبر، لتسجّل أعلى وتيرة شراء شهرية منذ بداية العام. ويؤكد المجلس أن هذا الارتفاع يعزز استمرار الذهب كخيار استراتيجي للدول، رغم الأسعار المرتفعة والتقلبات المتزايدة.
وأشار التقرير إلى أن مشتريات البنوك المركزية خلال الربع الثالث بلغت 220 طناً، بزيادة 28% عن الربع السابق، لتتجاوز المتوسط التاريخي للأعوام الخمسة الماضية.
وتصدّرت بولندا المشهد بإضافة 16 طناً في أكتوبر، رافعة احتياطياتها إلى 531 طناً مع خطة رسمية لرفع الذهب إلى 30% من الأصول الاحتياطية، في خطوة وصفها البنك الوطني بأنها “تأمين طويل الأجل لثروة الدولة”.
كما أضافت البرازيل 16 طناً، في ثاني زيادة شهرية متوالية، بينما واصلت تركيا شراء الذهب للشهر التاسع والعشرين على التوالي، مع إضافة 3 أطنان تعزز استراتيجيتها الداعمة لليرة عبر توسيع الأصول الحقيقية.
وفي الصين، استمر البنك المركزي في الشراء للشهر الـ12، مع احتياطيات رسمية تجاوزت 2300 طن، فيما تشير تقديرات بحثية إلى امتلاك بكين كميات غير معلنة قد تتجاوز 5000 طن.
ويظهر “مسح احتياطيات الذهب 2025” أن ثقة البنوك المركزية في الذهب تواصل الصعود، إذ يتوقع 95% من المشاركين ارتفاع الاحتياطي العالمي خلال الـ12 شهراً المقبلة، فيما يخطط 43% لزيادة مشترياتها.
ومقارنة بأرقام العام الماضي وحده، بلغ صافي شراء البنوك المركزية 1044 طناً، وهو ثالث مستوى مسجّل خلال العقود الأخيرة، وبفارق بسيط عن ذروتي 2022 و2023.
ويؤكد مجلس الذهب العالمي أن موجة الشراء ستستمر في المدى المنظور، مدفوعة برغبة الدول في تنويع احتياطاتها وتقليل التعرض لمخاطر الدولار، خصوصاً مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وتحوّل النظام المالي العالمي نحو بيئة أكثر اضطراباً.
وفي ظل هذه المعطيات، يستعيد الذهب مكانته كركيزة لإدارة المخاطر السيادية وملاذ طويل الأمد، بينما تبقى الأسعار عند مفترق طرق حساس بين اتجاهات الفائدة الأمريكية وحمى الشراء العالمية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news