أقدم توراة يمنية مؤكدة بالكربون المشع تُعرض للبيع في نيويورك

كشف الباحث في علم الآثار عبدالله محسن عن عرض واحدة من أندر وأقدم لفائف التوراة اليمنية في مزاد بدار "سوذبيز" في نيويورك، والمقرر عقده في 17 ديسمبر الجاري. وأوضح أن المخطوطة خضعت لتحليل الكربون المشع الذي أكد أن رقوقها تعود إلى الفترة ما بين 1425 و1450م، في أواخر عهد الدولة الرسولية، ما يجعلها واحدة من أقدم النسخ اليمنية الموثقة علميًا حتى اليوم.

وقال محسن إن هذه النسخة تفوق في أهميتها التوراة التي جرى تهريبها من صنعاء إلى تل أبيب في مارس 2016، نظراً لكونها النسخة الوحيدة تقريبًا التي تُعد كاملة ومؤكدة قبل القرن الرابع عشر، وهو ما يمنحها قيمة تاريخية استثنائية بين المخطوطات الدينية اليمنية.

وأشار الباحث إلى أن اللفيفة تعكس تقاليد كتابة التوراة لدى يهود اليمن الذين اشتهروا عبر القرون بحفاظهم على شكل خاص من الكتابات الدينية، يتميز بالدقة والالتزام بقواعد النسخ، إضافة إلى استخدام رقوق عالية الجودة ساعدت في بقاء المخطوطة بحالة جيدة.

ويرى محسن أن عرض هذه اللفيفة في مزاد خارجي يمثل خسارة ثقافية جديدة لليمن، خصوصاً في ظل استمرار تهريب وترحيل المخطوطات النادرة منذ سنوات الحرب، دون وجود آليات حماية حقيقية للتراث اليمني.

ودعا الجهات المعنية والمنظمات الدولية المهتمة بحماية التراث إلى التحرك العاجل للحد من نزيف الآثار والمخطوطات اليمنية، والعمل على استعادتها أو منع بيعها، مؤكداً أن هذه الكنوز ليست مجرد ممتلكات، بل أجزاء من هوية وتاريخ اليمن.