تشهد وادي حضرموت تطورات ميدانية متسارعة، عقب بدء القوات المسلحة الجنوبية أمس عملية انتشار وتأمين واسعة شملت البنك المركزي والمجمع الحكومي وإدارة الأمن العام، وذلك بعد انسحاب مفاجئ لعناصر الحماية التابعة للقوات الشمالية.
وأكد مديرو تلك المؤسسات أن مقراتهم أصبحت تحت حماية قوات حضرمية وعناصر من القوات المسلحة الجنوبية، في وقت أعلنت فيه الجهات المختصة جاهزية كل من السجن العام ومطار سيئون لأي طارئ.
وفي تحول ميداني يعد الأبرز منذ سنوات، تقدمت طلائع القوات الجنوبية نحو مركز قيادة المنطقة العسكرية الأولى بمدينة سيئون من ثلاثة محاور رئيسية، وذلك عقب إعلان عضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء الركن فرج البحسني، أن «معركة اجتثاث البؤر الإرهابية المرتبطة بالحوثيين داخل المنطقة الأولى أصبحت واجبًا وطنيًا لا يحتمل التأجيل».
مصادر ميدانية أكدت أن معسكرات القوات الشمالية في المنطقة العسكرية الأولى تشهد انهيارًا متسارعًا، مع فرار جنود وضباط شماليين والتحاق آخرين بالقوات الجنوبية، بالتزامن مع انضمام كتيبة الحضارم التابعة للمنطقة الأولى رسميًا إلى قوات المجلس الانتقالي.
كما شهدت وحدات المنطقة الأولى انشقاقات واسعة، حيث تواصل قيادات عسكرية شمالية مع القيادة الجنوبية لترتيب انتقالها بأقل خسائر ممكنة، في ظل حالة ارتباك حادة داخل المعسكرات الشمالية، تخللتها اعتقالات طالت ضباطًا وجنودًا جنوبيين رفضوا المشاركة في القتال ضد أبناء جلدتهم.
وفي الجانب الإنساني، تم تخصيص ممر آمن لخروج القوات الراغبة بالانسحاب دون مواجهة، بينما أكدت مصادر محلية أن قيادات عسكرية بارزة أبدت استعدادها لتسليم وادي حضرموت لقوات درع الوطن بعد فقدان السيطرة الميدانية وتراجع الروح القتالية، وسط غضب شعبي واسع يطالب برحيل هذه القوات بشكل كامل.
وتشير مجريات الساعات الماضية إلى أن حسم ملف المنطقة العسكرية الأولى بات مسألة وقت فقط، مع اتساع رقعة الانشقاقات والتحولات العسكرية لصالح القوات الجنوبية، في معركة تُعد نقطة فاصلة في مسار استعادة الأمن والاستقرار في وادي حضرموت.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news