يمن إيكو|أخبار:
قالت صحيفة “فايننشال تايمز” إن المصنعين الأوروبيين يوسعون نطاق استثماراتهم الإنتاجية داخل الصين برغم المخاوف المتعلقة بالاعتماد على القوة الآسيوية العظمى.|
ووفقاً لتقرير نشرته الصحيفة، اليوم الثلاثاء، ورصده موقع “يمن إيكو”، فإن “الشركات الأوروبية تقول إن تكاليف الصين المنخفضة وسلاسل التوريد الفعالة تجعل من الصعب بشكل متزايد المنافسة مع الصينيين، في حين تجعل قواعد المشتريات الحكومية في بكين أيضاً الوجود المحلي ضرورياً للاستفادة من السوق الصينية”.
ونقلت الصحيفة عن كونراد كيجزر، الرئيس التنفيذي لشركة (كلاريانت) السويسرية لصناعة الكيماويات قوله إن شركته تنفق 180 مليون فرنك سويسري (226 مليون دولار) لتوسيع مصنعها في مركز البتروكيماويات بخليج دايا في الصين، وهو نفس المركز الذي يحتضن استثمارات كبيرة لشركة (باسف) الألمانية وشركة (شل).
وقال ينس إسكيلوند، رئيس غرفة التجارة الأوروبية في الصين: “في المجمل، لا يتراجع اعتماد الشركات الأوروبية على الصين. بل على العكس… يزداد اعتماد الشركات حول العالم عموماً على الصين” حسب ما نقلت الصحيفة.
وأضاف: “إذا كان لديك سلسلة توريد عالمية وتحتاج إلى الحفاظ على القدرة التنافسية من حيث التكلفة، فسوف تذهب إلى المكان الذي تحصل فيه على المكونات الأكثر تنافسية من حيث التكلفة وفي العديد من الصناعات، وهذا في الصين”.
ونقل التقرير عن مجموعة (روديوم) التي يقع مقرها في واشنطن، قولها إن “الأرقام تشير إلى أن الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاع التصنيع بالاتحاد الأوروبي استمر في التدفق إلى الصين منذ عام 2021، حيث وصل إلى مستوى قياسي بلغ 3.6 مليار يورو في الربع الثاني من العام الماضي”.
ووفقاً للصحيفة فإن “الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لأوروبا قد يكون استخدام العديد من الشركات للصين كقاعدة للصادرات”، مشيرة إلى أن “أكثر من ثلاث سنوات من انكماش أسعار المنتجين وانخفاض قيمة العملة بنسبة 20% مقابل اليورو منذ منتصف عام 2022، أدى إلى جعل الصين قاعدة إنتاج أرخص بكثير من أوروبا، في حين ارتفعت تكاليف الطاقة وغيرها في أوروبا أيضاً في أعقاب حرب أوكرانيا”.
وأوضحت الصحيفة أن الشركات في أوروبا تقوم بتسريح العمال، وخاصة في قطاع السيارات، حيث تقوم الشركات الألمانية بتسريح العمال في الوطن بينما تستثمر بكثافة في قطاع المركبات الكهربائية في الصين.
وذكر التقرير أن شركة (زد إف) الألمانية لتوريد السيارات أعلنت مؤخراً عن تسريح 7600 موظف في أوروبا بحلول عام 2030، وذلك بعد أقل من عام من إعلانها عن أحدث توسعاتها في شنيانغ، شمال شرقي الصين، فيما صرحت شركة (شيفلر) لتصنيع قطع غيار السيارات بأنها تخطط لمضاعفة أعمالها في الصين خلال ست إلى سبع سنوات، في وقت أغلقت بعض عملياتها الأوروبية وخفضت إجمالي عدد الوظائف بمقدار 4700 وظيفة.
وبحسب التقرير فقد أعلنت مجموعة الهندسة الفرنسية (شنايدر)، وشركة صناعة محركات السيارات الدنماركية (دانفوس)، وشركة صناعة توربينات الرياح (فيستاس)، وشركات الأدوية (روش) و(أسترازينيكا) مؤخراً عن توسعات أو تحديثات لمصانعها في الصين.
وأوضح أنه بالإضافة إلى نقل القدرات الإنتاجية إلى الصين، فإن الشركات الغربية تعمل على تعميق أعمال البحث والتطوير في البلاد.
ونقلت الصحيفة عن يورغ ووتكه، الشريك في مجموعة (دي جي إيه) الاستشارية والرئيس السابق لغرفة التجارة الأوروبية في الصين، قوله إن “أوروبا تتحمل جزءاً من المسؤولية”.
وأضاف: “ما يجب على أوروبا فعله، أولاً وقبل كل شيء، هو إصلاح نفسها، وتحرير أسواقها، وخفض أسعار الطاقة، وتعزيز قدرتها التنافسية، ورفع معايير التعليم، وخاصةً في مجال الهندسة. لا يمكننا إلقاء اللوم على الصين”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news