في مشهدٍ يدمّي القلوب ويُجسّد عمق الأزمة الإنسانية والنفسية التي يعيشها اليمنيون تحت سيطرة مليشيا الحوثي، أقدم شاب يمني في العاصمة صنعاء، صباح الثلاثاء، على سكب مادة قابلة للاشتعال على جسده وإضرام النار فيه، بعد ساعاتٍ قليلة من تعرضه للضرب المبرح والإهانة اللفظية على أيدي عناصر تابعة للمليشيا الحوثية، التي تصفها الأمم المتحدة بأنها "جماعة مسلحة غير شرعية" و"وكيل إيراني" في المنطقة.
وبحسب مصدر محلي مطلع تحدث لوسائل الإعلام، فإن الشاب — الذي لم يُفصح عن هويته خوفاً على سلامته وسلامة أسرته — كان في حالة انهيار نفسي شديد، إلى درجة أنه لم يعد يرى مفرّاً من الواقع المرير سوى عبر "مشهدٍ يُجبر العالم على التوقف والنظر". وأضاف المصدر أن الأهالي في الحي سارعوا إلى إخماد النيران المشتعلة في جسده، ونقلوه فوراً إلى أقرب مستشفى، حيث يرقد حالياً في العناية المركزة بحروق تغطي أكثر من 60% من جسده، وفق ما أفاد به طاقم طبي طلب عدم الكشف عن هويته.
"لم يكن يصرخ من الألم... كان يكرر: 'قولوا لهم إننا لسنا أرقاماً في تقاريرهم'."
— أحد شهود العيان
الحادثة، التي أثارت موجة غضب واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، تأتي في سياق تصاعد ملحوظ لانتهاكات حقوق الإنسان في مناطق سيطرة الحوثيين، بما في ذلك عمليات الاختطاف التعسفي، والاعتداءات الجسدية، والاعتقالات خارج نطاق القانون، وفق تقارير صادرة عن منظمات دولية مثل "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية".
ويُنظر إلى هذا الفعل الانتحاري اليائس على أنه صرخة استغاثة جديدة من قلب اليمن، البلد الذي دمرته الحرب منذ أكثر من عقد.
ويؤكد نشطاء حقوقيون أن مثل هذه الحوادث لم تعد استثناءً، بل أصبحت انعكاساً لواقع مرير يعيشه آلاف اليمنيين الذين يُجبرون على الصمت خوفاً من الانتقام أو "الاختفاء القسري". وبحسب إحصائيات غير رسمية، سجّلت مناطق سيطرة الحوثيين خلال الأشهر التسعة الماضية أكثر من
120 حالة انتحار
، بينها حالات لشباب دون سن الثلاثين، نتيجة الضغوط النفسية والاقتصادية والانتهاكات الأمنية المتكررة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news