قال وكيل محافظة مأرب شمال شرقي اليمن، الدكتور عبدربه مفتاح، الثلاثاء 2 ديسمبر/ كانون الأول 2025م، إن النازحين في المحافظة يواجهون برد الشتاء القارس بأجساد عارية، ونقصًا غذائيًا، ومأوى مهترئ، مؤكّدًا على أنهم بحاجة إلى تدخلات سريعة لمساعدتهم على الصمود.
وقال "الوكيل مفتاح"، خلال ترؤسه للقاء التنسيقي بين السلطة المحلية في مأرب وشركاء العمل الإنساني، إن المحافظة التي استوعبت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن ما تزال تستقبل المزيد من الأسر النازحة يوميًا حتى اليوم.
وأضاف أن المحافظة تواجه تحديات كبيرة في الجوانب الإنسانية المتردية والتي تزداد سوءًا، وتحتاج مواجهتها إلى إمكانات كبيرة تفوق قدرات السلطة المحلية والحكومة، في ظل التدهور والأزمة الاقتصادية والانخفاض الكبير في الدعم الإنساني.
ووفقًا لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" (رسمية)، شدّد "مفتاح" على ضرورة أن تسير خطط التدخلات الإنسانية في المحافظة بمسارين متوازيين: مسار التدخلات الطارئة التي ما زالت الفجوة فيها كبيرة ومتسعة، ومسار الحلول المستدامة والمشاريع التي تساعد على التعافي.
وأكد الوكيل مفتاح أن السلطة المحلية ستظل تقدّم كافة الدعم والتسهيلات لشركاء العمل الإنساني بما يسهم في تخفيف معاناة المواطنين من نازحين ومجتمع مضيف، بكل شفافية، وأن تصل المساعدات إلى المستحقين من الأفراد والأسر الأكثر احتياجًا والأكثر ضعفًا.
وثمّن وكيل المحافظة مفتاح الدور الذي تقوم به المنظمات الإنسانية في المحافظة، والذي أسهم في التخفيف من معاناة النازحين والمجتمع المضيف في مختلف المجالات الأساسية.
خرج اللقاء الذي نظمه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، بالتأكيد على التنسيق والتعاون المستمر لتعبئة الموارد المتاحة بكفاءة وفعالية لمواجهة التحديات القائمة، والعمل على سد الفجوات التي تم تحديدها في القطاعات ذات الأولوية، والتوجه نحو الحلول المستدامة.
وضمّ اللقاء وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ومنسقو المجموعات القطاعية، والكتل، والوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بالمحافظة، والمكاتب الحكومية في السلطة المحلية ذات العلاقة.
ومن جانبه، قدّم ممثل مكتب "الأوتشا" بالمحافظة، أسامة البيطار، لمحة عامة عن الوضع الإنساني في المحافظة، مشيرًا إلى الزيادة في الاحتياجات الإنسانية نتيجة استمرار موجات النزوح والضغوط الاقتصادية.
وناقش أبرز التحديات التي تواجهها عملية الاستجابة الإنسانية بالمحافظة، وفي مقدمتها تحديان رئيسيان: يتمثل الأول في النقص الحاد في التمويل الإنساني، والذي فرض تحديات على استمرارية بعض الأنشطة والخدمات الأساسية، في حين يتمثل التحدي الثاني في الوصول إلى الخدمات في بعض المناطق لأسباب متعددة.
واستعرض منسقو المجموعات القطاعية الإنجازات في مجالات الصحة والمأوى والأمن الغذائي والتعليم والمياه والحماية خلال الفترة من يناير حتى أكتوبر 2025، مؤكدين الحاجة الملحّة لدعم استمرار الخدمات في المرافق الصحية والتعليمية ومواقع النزوح.
ومع حلول فصل الشتاء هذا العام (2025-2026)، تجد آلاف الأسر في مخيمات النزوح بمحافظة مأرب، شمال شرقي اليمن، نفسها في مواجهة مباشرة مع تحديات البقاء في ظل افتقارها للاحتياجات الأساسية.
وتشير تقارير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مأرب إلى أن نحو 400 ألف نازح يعيشون في أكثر من 200 مخيم نزوح بالمحافظة الصحراوية، يقاسون ظروفًا إنسانية بالغة الصعوبة جراء النقص الحاد في الخدمات الأساسية، وضعف بنية المخيمات، ومحدودية التدخلات الإنسانية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news