شن عضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء الركن فرج سالمين البحسني، هجوما غير مسبوق على قوات المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت، ورئيس حلف القبائل بالمحافظة الشيخ عمرو بن حبريش، متهما إياه بالتمرد والإنقلاب والإرهاب، في الوقت الذي برر دخول مليشيا الانتقالي إلى محافظة حضرموت بمزاعم مكافحة الإرهاب، في ظل توتر وتصعيد عسكري تشهده المحافظة الغنية بالنفط.
وقال البحسني في مقطع فيديو مسجل، نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن ما يحدث اليوم في حضرموت ناتج عن موقف لم يتخذه مجلس القيادة الرئاسي في وقته، تجاه خروج مجموعة من القبائل على رأسهم الشيخ عمرو بن حبريش عن مؤسسات الدولة وقيامهم بإنشاء بتشكيلات عسكرية.
وأدان البحسني، ما سماه بـ "التمرد" معتبرا العمل الذي جرى خلال اليومين الماضيين بهدف الاستيلاء على شركة بترومسيلة "عمل مدان وتخريبي" وسبق وأن حذرنا في السنوات الماضية، من أن تشكيلات خارج إطار الدولة والمؤسسات الرسمية تقود إلى تمردات واليوم نشهد ذلك.
وأوضح أن "التمرد اليوم والخروج عن المؤسسات، والذي قاد إلى هذه الأزمة مدان، ونوجه رسالتنا إلى جميع القبائل وجميع الشخصيات وجميع العلماء، لأن يدينوا هذا العمل التخريبي الإرهابي الذي تم، حد زعمه.
وأضاف: "إن هذا العمل العبثي الهجمجي الإنقلابس التمردي الذي قام بن بن حبريش ومن معه أدى إلى تأثير سلبي على حياة المواطنين، وخروج الكهرباء نتيجة عدم تزويدها بالمحروقات من بترومسيلة، وأظلمت المدن في الساحل والوادي، ونتيجة لذلك تقطعت السبل بنقل المحروقات لمحافظات أخرى كانت تمول من شرطة بترومسيلة".
وأشار البحسني، في خطابه المتشنج، إلى أن تلك الأعمال التي جرت الأيام الماضية، "قادت لإصدار أوامر بالقبض على بن حبريش ومن معه، ويجب أن تنال مجراها ويقف بن حبريش ومن معه أمام العدالة".
ولفت إلى أن العمل على عرقلة الحياة السياسية في الوادي وخروج بعض القوات العسكرية ـ المنطقة العسكرية الأولى ـ وتصديها للمواطنين عمل مدان ويجب أن يوضع له قيادة المجلس الرئاسي والتحالف.
وبرر عضو مجلس الرئاسة لدخول مليشيا الانتقالي لحضرموت بقوله: "يتساءل البعض عن جدوى ومهمة دخول بعض القوات من خارج المحافظة، نؤكد أن هذه القوة مهمتها مكافحة الإرهاب وجاءت بعد ظهور بؤر إرهاب لمجاميع من داعش والحوثي والقاعدة، ولابد من التعامل مع هذه البؤر ولذلك جاءت هذه القوة لمعالجة هذا الوضع".
وأطلق البحسني، ما سماه بـ "نداء خاص" إلى القبائل والشباب وكافة شرائح المجتمع والعلماء للتأكيد أن "هذه الأعمال دخيلة على حضرموت والتي كانت موصوفة بالاعتدال والسلمية والنظام والقانون، وأن ما يجري عمل مدان".
وجدد التأكيد أن ما يقوم به الشيخ عمرو بن حبريش "سيقود لسفك الدماء وخراب مؤسسات الدولة"، داعيا لتحكيم العقل بهذه اللحظات الحرجة وأدانة ما يجري، والعمل على "لم الشمل ووحدة الصف ونبذ العنف".
ووفقا للبحسني، فإن "هذه الاعمال ستعيد حضرموت مئات السنين للوراء ونحن قلقين جدا ولدينا المقدرة والعقول للتفريق بين الحق والباطل"، في الوقت الذي اعتبر قوات النخبة "صمام أمان حضرموت"، حد وصفه.
وكان المجلس الانتقالي قد قام بتحشيد الآلاف من مسلحيه من محافظات عدن وأبين والضالع ولحج وشبوة إلى محافظة حضرموت الغنية بالنفط، بالإضافة إلى التشكيلات العسكرية التابعة له، وأبرزها الحزام الأمني والدعم الأمني والنخبة.
والأحد الماضي هدّد أبو علي الحضرمي، قائد قوات الدعم الأمني التابعة لـ"الانتقالي"، حلف قبائل حضرموت بأنه لن يسمح لبن حريبش (زعيم حلف قبائل حضرموت) بالتمدد في المحافظة، وهو الموقف الذي واجهه الحلف بالدعوة إلى المقاومة بكل الطرق والوسائل للدفاع عن حضرموت وثرواتها، في مواجهة القوى الوافدة من خارج المحافظة، وذلك رداً على التحشيد الذي يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي.
ويتبنى حلف قبائل حضرموت، الذي تشكّل عام 2013، خيار الحكم الذاتي للمحافظة الغنية بالنفط (تصدّر حضرموت 80% من صادرات النفط اليمني)، والواقعة جنوب شرقي البلاد، والتي تمثل مساحتها أكثر من ثلث مساحة اليمن. ويُطالب الحلف بحصة من إيرادات النفط والغاز لصالح المحافظة، إذ ينشر مجموعات مسلحة تابعة له في مناطق الهضبة (هضبة حضرموت)، والتي تضم منشآت النفط والغاز.
وكان حلف قبائل حضرموت، قد أعلن أمس الأول، أن وحدات من قوات "حماية حضرموت" قامت بتأمين منشآت حقول نفط المسيلة في محافظة حضرموت شرقي اليمن، مؤكداً في بيان صادر عنه، "أن تأمين حقول النفط جاء لغرض تعزيز الأمن فيها والدفاع عن الثروات الوطنية من أي اعتداء أو تدخل خارجي، باعتبارها ثروة شعب وتحت غطاء الدولة الشرعية الرسمية".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news