أخبار وتقارير
حضرموت (الأول) خاص:
شهدت محافظة حضرموت حتى وقت متأخر من مساء أمس الاثنين ساعات بالغة التقلب والتوتر، مع استمرار سباق التحشيد العسكري المتبادل بين القوات المتصارعة، الأمر الذي دفع بالمنطقة إلى مفترق طرق خطير بات يهدد استقرار المحافظة بأكملها.
وفي ظل تعثر الجهود الدبلوماسية والمساعي القبلية الهادفة إلى احتواء الأزمة، تزايد الاهتمام بمنطقة المسيلة النفطية الاستراتيجية، التي باتت مركزاً للثقل العسكري.
موقف القوتين على الأرض (حتى الآن)
وفقاً لما رصده الصحفي الميداني عبدالجبار الجريري، فإن المشهد العسكري في حضرموت يتخذ حالياً التموضعات التالية:
أولاً: قوات النخبة الحضرمية (تعزيزات نحو دوعن):
لا تزال قوات النخبة متمركزة في مواقعها التي تبعد عن منطقة المسيلة، ولم تسجل أي تقدم ميداني منذ إعادة تموضعها وانسحابها الجزئي يوم الأحد، وشهدت ساعات المساء وصول تعزيزات جديدة للقوات لرفع جاهزيتها القتالية وروحها المعنوية.
والتطور الأبرز كان دخول مجاميع إضافية يُقدَّر عدد أفرادها بالمئات، قادمة من غرب مدينة المكلا، واتجهت هذه التعزيزات نحو محور طريق دوعن. هذا التحرك يضع "علامة استفهام كبيرة حول نواياها" ويزيد من تعقيد المشهد واحتمالات التصعيد.
ثانياً: قوات حماية حضرموت والقبائل (تأمين المسيلة):
تواصل قوات حماية حضرموت وقوات حماية الشركات النفطية انتشارها المكثف داخل محيط منشآت المسيلة النفطية، وتقوم بتأمينها بالكامل تحت إشراف مباشر من قيادة حلف قبائل حضرموت، وشهدت الهضبة المحيطة بالمنطقة توافداً كبيراً ومستمراً لتعزيزات قبلية، حيث وصل أعداد غفيرة من أفراد القبائل الحضرمية مدججين بأسلحتهم الشخصية، يتقدمهم شيوخ وقادة قبليون بارزون.
وتهدف هذه التعزيزات القبلية إلى التعبير عن الدعم الكامل لرجال الحلف المنتشرين في المنطقة وردع أي محاولة لاقتحام المنشآت الحيوية.
ويشير التحشد المتبادل إلى تدهور الخلاف السياسي إلى مستوى المواجهة العسكرية المباشرة. ففي حال فشل المساعي القبلية المستمرة لإيقاف التصعيد واحتواء الموقف، فإن المنطقة تواجه خطر الانزلاق نحو اشتباكات عنيفة قد تكون عواقبها كارثية على الأمن المحلي وعلى اقتصاد البلاد الذي يعتمد بشكل كبير على صادرات النفط من هذه الحقول الاستراتيجية.
توجيهات برفع الجاهزية القصوى لمستشفيات الوادي
أصدر مكتب وزارة الصحة العامة والسكان بوادي وصحراء حضرموت توجيهات عاجلة بـرفع الجاهزية القصوى لكافة المستشفيات والأقسام الطبية، ما يربط بشكل مباشر بين التوتر الميداني المتصاعد وبين الاستعداد لـ"سيناريو القتال".
ويأتي هذا الاستنفار الطبي، الذي طالب بتوفير الأدوية والمستلزمات وتأمين الأكسجين وتعزيز الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، بمثابة إعلان صريح من السلطات الصحية بأن التصعيد العسكري الذي تشهده المحافظة بات يمثل تهديداً وشيكاً على السكينة العامة وعلى حياة المدنيين.
وتؤكد هذه التوجيهات أن السلطة المحلية تدرك جيداً أن أي تصعيد ميداني، حذر منه سابقاً رئيس مجلس القيادة الرئاسي، سيفتح الباب أمام "مخاطر" تقتضي الاستعداد المسبق لها في القطاعات الحيوية، خاصة في ظل المطالبات المتبادلة بانسحاب القوات ورفض التدخلات الخارجية.
وبينما تدعو القوى السياسية إلى التهدئة والحوار، تتحرك المستشفيات لضمان "الاستجابة السريعة والفعالة" لأي طارئ ينجم عن تحول الخلافات السياسية إلى اشتباكات ميدانية قد تودي بحياة الأبرياء.
وتبقى حضرموت عند مفترق طرق خطير، حيث يستمر تدفق التعزيزات العسكرية من كلا الجانبين في إغلاق باب الحلول السلمية تدريجياً، لتصبح الساعات القادمة حاسمة في تحديد مصير المحافظة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news