شهدت محافظة حضرموت، مساء اليوم الاثنين 1 ديسمبر 2025، ساعات عصيبة ومتقلبة، سادها توتر أمني بالغ وتطورات ميدانية متسارعة، مع استمرار المواجهة بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات محلية مدعومة بالقبائل.
وفيما تتعثر الجهود الدبلوماسية والقبلية لاحتواء الأزمة، تتجه الأنظار إلى منطقة المسيلة النفطية الاستراتيجية، التي باتت مركزاً للتصعيد العسكري، حيث تدعم كل الأطراف مواقعها بتعزيزات جديدة، مما يرفع منسوب الخوف من اندلاع اشتباكات عسكرية قد تضع استقرار المحافظة بأكملها على المحك.
تفاصيل موقف القوات على الأرض:
وفقاً لما نقله الصحفي الميداني عبدالجبار الجريري، فإن المشهد العسكري في حضرموت يتشكل على النحو التالي:
قوات المجلس الانتقالي الجنوبي:
لا تزال المجاميع التابعة للمجلس الانتقالي متمركزة في مواقعها التي تبعد عن منطقة المسيلة النفطية، ولم يُسجل أي تقدم يُذكر على الأرض منذ قيامها بإعادة تموضعها وانسحابها من مواقع متقدمة يوم أمس الأحد. ومع ذلك، كشف الجريري عن وصول تعزيزات جديدة إلى هذه القوات مساء اليوم، في خطوة تُقرأ على أنها محاولة لرفع الروح المعنوية ورفع الجاهزية القتالية. والأهم من ذلك، شهدت ساعات العصر والمغرب دخول مجاميع إضافية قادمة من غرب مدينة المكلا، اتجهت نحو محور طريق دوعن، ويُقدّر عدد أفرادها بالمئات، مما يغير من موازين القوى ويزيد من احتمالات التصعيد.
قوات الحماية والتحشد القبلي:
على الجانب الآخر، أشار الجريري إلى أن قوات حماية حضرموت وقوات حماية الشركات النفطية تواصل انتشارها المكثف داخل محيط منشآت المسيلة النفطية وتقوم بتأمينها بشكل كامل. ويأتي هذا الانتشار تحت إشراف مباشر من قيادة حلف قبائل حضرموت، الذي يبدو أنه يلعب دوراً محورياً في إدارة الملف الأمني. وفي تطور لافت، تشهد الهضبة المحيطة بالمنطقة توافدًا كبيرًا ومستمرًا لتعزيزات قبلية، حيث وصل أعداد كبيرة من أفراد القبائل الحضرمية مدججين بأسلحتهم الشخصية، يتقدمهم شيوخ وقادة قبليون بارزون، للتعبير عن دعمهم الكامل لرجال الحلف المنتشرين في المنطقة وردع أي محاولة لاقتحام المنشآت الحيوية.
تأتي هذه التطورات في سياق من الخلافات المستمرة حول السلطة والثروات في حضرموت، حيث تعد حقول المسيلة النفطية من أهم الموارد الاقتصادية في اليمن، مما يجعلها هدفاً استراتيجياً لجميع الأطراف الفاعلة.
إن التحشد العسكري المتبادل يشير إلى تصعيد للخلاف السياسي إلى مستوى المواجهة العسكرية المباشرة.
إن دخول تعزيزات جديدة من قوات الانتقالي باتجاه دوعن يضع علامة استفهام كبيرة حول نواياها ويزيد من تعقيد المشهد، خاصة في ظل فشل الجهود الوسيطة حتى اللحظة.
وفي حال فشل المساعي القبلية لإيقاف التصعيد واحتواء الموقف، فإن المنطقة تواجه خطر الانزلاق نحو اشتباكات عنيفة قد تكون عواقبها كارثية على الأمن المحلي وعلى اقتصاد البلاد الذي يعتمد بشكل كبير على صادرات النفط.
تبقى حضرموت عند مفترق طرق خطير، فبينما تستمر الوساطات القبلية كخيار أخير لمنع الحرب، فإن استمرار تدفق التعزيزات العسكرية من كلا الجانبين يغلق باب الحلول السلمية تدريجياً.
وستكون الساعات القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كانت الجهود الدبلوماسية ستنجح في تبريد المنطقة، أم أن شرارة الصراع ستشتعل، لتدخل المحافظة في نفق مظلم من الصراع المسلح.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news