مشاهدات
قال رئيس «مجلس السيادة» القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان،اليوم ، إن أي حل لا يفكك «قوات الدعم السريع» ويجردها من السلاح لن يكون مقبولاً، في حين نشر جنود من «الدعم» مقاطع مصورة تفيد بالسيطرة على «الفرقة 22 مشاة» في مدينة بابنوسة، آخر معاقل الجيش السوداني في ولاية غرب كردفان.
وأضاف البرهان في كلمة خلال تأبين قتلى «حركة جيش تحرير السودان»، التي يقودها مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور، أن دماء السودانيين في الحرب، وعلى وجه الخصوص في مدينة الفاشر بدارفور، «لا تترك أمامنا سوى خيار واحد وهو زوال (قوات الدعم السريع)».
وأضاف: «أي حل لا يفككك (الدعم السريع) ويجردها من السلاح لسنا معه».
وتابع: «يجب أن نقتص من (قوات الدعم السريع)»، مشيراً إلى أن المنتسبين لها «لا يستحقون العيش في السودان».
وأشار قائد الجيش السوداني إلى أنه أبلغ مستشار الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية مسعد بولس، وعدداً من المبعوثين الدوليين بموقفه هذا خلال زياراتهم لللسودان، بمن في ذلك مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة.
كلمة مالك عقار
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، مالك عقار، إن السودان يقف أمام «تحديات جسام» تتطلب وحدة الإرادة الوطنية، مضيفاً أن العدالة الانتقالية هي الطريق الذي لا بديل عنه لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية. ونقل إعلام المجلس عن عقار قوله في كلمة خلال فعالية حول السلام والتعايش السلمي في دارفور إن السلم الاجتماعي والتعايش السلمي هما أساس أي تحول سياسي حقيقي، «ولن ينجح أي مشروع وطني ما لم يقم على قبول الآخر، واحترام التنوع، ونبذ خطاب الكراهية والجهوية، والإيمان بأن السودان يسع الجميع». وأضاف قائلاً: «أما العدالة الانتقالية، فهي الطريق الذي لا بديل عنه لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية، تُعيد الثقة بين المواطن والدولة». وأكد عقار أن الحكومة ملتزمة بمسار عادل وشفاف «يحقق المحاسبة، وجبر الضرر، ومعالجة آثار النزاعات، بما يضمن عدم تكرار المآسي، ويضع أرضية صلبة لمستقبل أكثر استقراراً».
اتهامات «الدعم»
بدورها، قالت «الدعم السريع» إن قواتها تمكنت من تحرير مقر «الفرقة 22 مشاة» والسيطرة تماماً على مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان.
وأكدت قوات الدعم السريع في بيان استعدادها «للانخراط في أي مسار جاد للسلام العادل والدائم يحقق تطلعات الشعب السوداني».
وجددت في بيان، الاثنين، التزامها بـ«الهدنة الإنسانية» المعلنة من جانبها، مشيرة إلى أن الجيش والفصائل المتحالفة معه استغلت هذا الأمر «لمواصلة الهجمات المتكررة» على عدد من المدن والقرى في شمال وغرب كردفان.
ودعا البيان دول «الرباعية» والمنظمات الإقليمية والدولية إلى «إدانة هذه الاعتداءات».
وتبعد بابنوسة بنحو 700 كيلومتر عن العاصمة الخرطوم، وتعد من أكبر من مراكز السكك الحديدية التي تربط ولايات غرب ووسط وشمال البلاد.
اشتباكات وتوغلات
من جهة ثانية، توغل الجيش في عدد من بلدات ولاية جنوب كردفان بعد معارك خاضها ضد قوات «الجيش الشعبي»، بقيادة عبد العزيز آدم الحلو، بينما تجددت الاشتباكات العنيفة في محيط قاعدة الجيش بمدينة بابنوسة غرب الإقليم.
وفي حين لم يصدر أي بيان رسمي من الجيش، بثّت منصات موالية له، الأحد، مقاطع تصور انتشار قواته في بلدات السنادرة والدامرة وتبسة، وهي مناطق تقع في جزء ضيق داخل خط أراضي «الحركة الشعبية» في منطقة جبال النوبة.
ويأتي هذا التقدم الجديد بعد ساعات من تنفيذ الجيش السوداني غارة جوية عبر الطيران المسيّر، استهدفت مدينة كاودا معقل سيطرة «الحلو»، وأسفرت عن مقتل أكثر من 46 شخصاً وإصابة العشرات.
جنوب كردفان
تجدد القتال بضراوة في مناطق واسعة من ولاية جنوب كردفان خلال الأشهر الماضية بعد انضمام «الحركة الشعبية» إلى جانب «قوات الدعم السريع»، وفصائل عسكرية أخرى في «تحالف السودان التأسيسي» (تأسيس).
وتسيطر «قوات تأسيس» فعلياً على كل المناطق حول مدن جنوب كردفان، وفي الوقت نفسه تفرض رقابة مشددة على حركة التجارة، وتقطع طرق وخطوط الإمداد للجيش السوداني والفصائل المسلحة المتحالفة معه، المحاصرة داخل عاصمة الإقليم كادوقلي.
وفي وقت سابق سيطرت قوات «الحركة الشعبية» على مناطق الكرقل والدشول، الواقعة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى الدلنج، ثاني أكبر مدن الولاية.
وشهدت جبهات القتال في السودان هدوءاً نسبياً، الأسبوع الماضي، ما عدا عمليات قصف مدفعي محدودة وهجمات للطيران المسير التابع للجيش على مواقع «الدعم السريع»، بينما ظلت محاور القتال الرئيسية الساخنة في شمال وغرب إقليم كردفان ساكنة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news