أعاد اعترافٌ علنيٌّ لأحد أبرز قيادات حزب الله اللبناني، الجدلَ إلى دائرة الصراع اليمني بعد أن كشف الأمين العام للحزب، نعيم قاسم، هوية القائد العسكري المكلف بإدارة العمليات القتالية للحوثيين في اليمن طوال السنوات الماضية، ويأتي من بينها، بطبيعة الحال، العملية التي انتهت باغتيال الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح في صنعاء عام 2017.
ففي خطاب الجمعة الماضي، طالعه "المشهد اليمني"، أكد قاسم أن القيادي العسكري البارز في حزب الله هيثم علي طبطبائي، المكنّى “أبو علي طبطبائي”، كان موجودًا في اليمن منذ عام 2015 حتى 2024، للإشراف على قيادة وتطوير القدرات العسكرية والأمنية للحوثيين.
ويُعد هذا الاعتراف أول إعلان رسمي من حزب الله عن الدور المباشر لطبطبائي داخل اليمن، وهو ما اعتبره يمنيون كشفًا صريحًا عن هوية القائد الميداني الذي تولى إدارة العمليات الحوثية خلال تلك الفترة، بما في ذلك عملية محاصرة الرئيس الراحل صالح وتصفيته في بصنعاء مطلع ديسمبر 2017.
وطبقًا لمعلومات متداولة خلال السنوات الماضية، أكدتها تصريحات عدة مسؤولين يمنيين، فإن خبراء عسكريين إيرانيين ولبنانيين يتواجدون في اليمن منذ سقوط صنعاء بيد الحوثيين، ويديرون منظومات التدريب والتسليح والتخطيط العملياتي للجماعة.
ومع اعتراف حزب الله الأخير، بات مؤكداً أن طبطبائي كان المسؤول الأول عن غرفة عمليات الحوثيين منذ وصوله إلى اليمن، ما يجعل دوره في أحداث 2 ديسمبر 2017 دورًا مركزيًا، كون العملية تمت تحت قيادة الجهاز العسكري الذي كان يشرف عليه بشكل مباشر.
وقد أثار تصريح نعيم قاسم تفاعلًا واسعًا في الساحة اليمنية، باعتباره اعترافًا واضحًا بالدور الميداني لطبطبائي، وبالعلاقة التنظيمية التي تربط الحوثيين بحزب الله وإيران.
ويرى صحفيون وناشطون يمنيون أن اعتراف قاسم يغلق باب الشكوك، ويؤكد الرواية التي تم تداولها لسنوات، والتي تحدثت عن أن قرار إنهاء حياة صالح اتُّخذ في طهران، وأن تنفيذه جرى عبر غرفة عمليات يشرف عليها خبراء إيرانيون ولبنانيون، كان طبطبائي أبرزهم.
وتعيد هذه التطورات تسليط الضوء على حجم الحضور الإيراني داخل بنية الحوثيين العسكرية والأمنية، وعلى الدور الذي لعبه طبطبائي- صورته مرفقة بالخبر- طوال سنوات الحرب، حيث كانت العمليات القتالية الكبرى، والهجمات الصاروخية، وإدارة الجبهات، تتم تحت إشرافه المباشر وفق ما أكده قاسم.
ومع أن حزب الله لم يشر صراحة إلى تفاصيل دوره في أحداث ديسمبر، فإن اعترافه بوجوده المتواصل داخل اليمن خلال تلك الحقبة اعتُبر إقرارًا ضمنيًا بأن طبطبائي كان القائد الفعلي الذي أدار مجريات المعركة التي انتهت بمقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح في الرابع من ديسمبر 2017.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news