استغرب وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني صدور تقرير صحيفة “التليغراف” البريطانية الذي روّج لادعاءات تزعم ابتعاد مليشيا الحوثي عن الوصاية الإيرانية، مؤكداً أن ما ورد فيه مبني على روايات مضللة تتقاطع مع حملة إيرانية تهدف لتغيير صورتها وإعادة تموضعها سياسياً وإعلامياً.
وأوضح الإرياني أن تقرير الصحيفة اعتمد تصريحات منسوبة لمسؤولين إيرانيين دون أي تدقيق، وتم تقديمها كحقائق مكتملة رغم أنها تخدم بروباغندا طهران الهادفة للتستر على دعمها العسكري والمالي للمليشيا، وتخفيف الضغوط الدولية عليها، والتهرب من مسؤولية الهجمات الإرهابية التي تنفذها أدواتها في المنطقة.
وأشار إلى أن الوقائع الميدانية تعكس العكس تماماً، إذ تصاعدت خلال الأشهر الماضية عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات الإيرانية للحوثيين، وضُبطت شحنات كبيرة تضم صواريخ باليستية ومسيّرات وأنظمة اتصالات عسكرية، ما يؤكد استمرار الدعم المباشر.
وأضاف أن إيران تفاخر طوال سنوات بأنها تدير ستة أذرع عسكرية في المنطقة، بينهم الحوثيون، متسائلاً كيف يمكن أن تقدمهم اليوم كجماعة فقدت السيطرة.
ولفت إلى أن إرسال خبراء من الحرس الثوري إلى مناطق سيطرة الحوثيين، وفي مقدمتهم عبد الرضا شهلائي المدرج على قوائم الإرهاب، يعكس انتقال العلاقة إلى مستوى الإدارة المباشرة، وأن طهران باتت أكثر علانية في إشرافها على المليشيا.
وأكد الإرياني أن الهجمات التي تستهدف الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب تُنفذ بأسلحة إيرانية وتحت إشراف خبراء من الحرس الثوري وحزب الله، وهي جزء من استراتيجية ابتزاز إيرانية ممنهجة، مشيراً إلى أن القرار ليس محلياً بل يصدر من غرفة عمليات تقودها طهران.
وأوضح أن الصحيفة تجاهلت البعد العقائدي والتنظيمي الذي يقوم عليه ارتباط الحوثيين بإيران، فالعلاقة ليست تعاوناً عسكرياً عابراً، بل تبعية كاملة ضمن منظومة “ولاية الفقيه”، وأن المليشيا لا تتحرك خارج الأجندة الإيرانية، ما يجعل مزاعم فقدان السيطرة غير قابلة للتصديق.
وأشار إلى أن الاقتصاد الموازي الذي تديره المليشيا عبر شبكات تهريب النفط والسلاح والمخدرات وغسل الأموال يعمل كامتداد مباشر للشبكات المالية الإيرانية، ويُدار بخبرة الحرس الثوري لتأمين تمويل ضخم يلتف على العقوبات ويعزز القدرات القتالية للمليشيا ويوسع مشروعها التخريبي.
وتطرق الإرياني إلى تقرير سابق نشرته الصحيفة في 3 أبريل 2025 زعمت فيه انسحاب الخبراء الإيرانيين من اليمن، مؤكداً أن الوقائع اللاحقة أثبتت سريعاً أنه مجرد إعادة إنتاج لروايات إيرانية هدفها التبرؤ من الهجمات على الملاحة الدولية.
وشدد على أن التطورات الأخيرة تثبت أن الحوثيين يتحركون ضمن الاستراتيجية الإيرانية دون أي استقلالية، مشيراً إلى أن طهران لو فقدت السيطرة فعلاً لبادرت إلى وقف تدفق السلاح والخبراء، بينما ما يحدث هو العكس تماماً وبوتيرة متزايدة.
واختتم الإرياني بأن الحقيقة باتت جلية، فمليشيا الحوثي أداة إيرانية صرفة جرى توظيفها لسنوات في تهديد الأمن القومي العربي والممرات البحرية، وأصبحت اليوم الذراع الأكثر خطورة في مشروع طهران التخريبي، والعنصر الأبرز في أي تصعيد إقليمي أو دولي قادم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news