أطلق نشطاء يمنيون حملة إلكترونية واسعة على منصات التواصل الاجتماعي تحت وسم #شبكات_سرية_للامارات_باليمن، عقب نشر مركز هنا عدن للدراسات الاستراتيجية دراسة تفصيلية تكشف لأول مرة الهيكل الكامل لثلاث وحدات سرية إماراتية تعمل في اليمن تحت أسماء (
T
و
B
و
SOC
).
وتسلط الدراسة الضوء على نموذج ثلاثي للهيمنة الإماراتية يبدأ بالتصفية والاغتيالات، يليه إعادة التشكيل السياسي والاجتماعي، ثم التثبيت العسكري من خلال إقامة قواعد وسيطرة على الممرات البحرية الحيوية. وتوثق الدراسة ميزانيات ضخمة وأسماء مستهدفين وعمليات استخباراتية وعسكرية نفذت تحت غطاء العمليات الإنسانية.
وأوضح الناشط عبد الشافي النبهاني أن الإمارات استغلت الغطاء الإنساني لتغيير المشهد الأمني في الساحل الغربي وسقطرى وميون، بميزانيات تتجاوز في كثير من الأحيان ميزانيات عدة وزارات حكومية يمنية.
ولم تقتصر الدراسة على الكشف عن هذه الوحدات فقط، بل قدمت خريطة تفصيلية لشبكة تعمل داخل اليمن تحت غطاء المساعدات الإنسانية بينما تمارس نشاطات التجسس وبناء النفوذ العسكري، بحسب ما أشار إليه.
واعتبر الناشط توفيق أحمد أن الهلال الأحمر الإماراتي لم يعد واجهة إنسانية حقيقية، وإنما بات يغطي شبكات اغتيال وسجون سرية وقواعد عسكرية، محذراً من تحوّل الإغاثة إلى أداة الاحتلال والتجنيد في المناطق اليمنية.
في المقابل، انتقد السياسي عادل الشجاع المجلس الانتقالي الجنوبي، معتبرًا أنه تجاوز كونه طرفًا سياسيًا ليصبح مشروعًا يهدف لاقتلاع الدولة وخنق حضرموت. وأكد أن المجلس الانتقالي هو الذي انقلب على الشرعية وفرض سلطة موازية بالسلاح، مشدداً على أن حضرموت ليست غنيمة لأحد ولن تُساق لمشاريع الفوضى، ومن يثور على الدولة لا يحق له اتهام أبنائها بالتمرد.
من جهته، حذر الناشط معاذ الشرجبي من خطورة استخدام اليمن كمختبر لعمليات خاصة تُدار من غرف مظلمة، معتبراً أن العمل الإنساني تحول إلى ستار لعمليات استخباراتية مشتركة مع أطراف خارجية بينها إسرائيل وبريطانيا.
وأكد أن تمويل الجيوش الإلكترونية من مخصصات الهلال الأحمر الإماراتي يعكس اتساع نطاق الحرب لتشمل المجال الإعلامي والرأي العام، وليس فقط الجبهات العسكرية، مما يعزز من تعقيدات الأزمة السياسية والأمنية في اليمن.
وتُعد هذه الدراسة بمثابة كشف علني وخطير لأبعاد نفوذ الإمارات التي تستخدم الغطاء الإنساني لتوسيع وجودها العسكري والاستخباراتي على الأرض اليمنية بصورة منهجية ومدروسة بحسب ما أكدت مصادر المركز.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news