رئيس مجلس الشورى يرفع برقية تهنئة لرئيس واعضاء مجلس القيادة بمناسبة الذكرى الـ ٥٨ لعيد الاستقلال

صحيفة 17يوليو/ خاص

رفع رئيس مجلس الشورى، الدكتور احمد عبيد بن دغر، برقية تهنئة لفخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، واعضاء مجلس القيادة، بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني الـ ٣٠ من نوفمبر.

وقال رئيس مجلس الشورى في البرقية "يطيب لي نيابة عن زملائي في هيئة رئاسة مجلس الشورى وأعضائه، أن أتقدم إليكم بأحر التهاني، وأصدق التبريكات بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين للاستقلال الوطني، الثلاثين من نوفمبر من العام ١٩٦٧، ذكرى الحدث الجليل، ذكرى التحرر من الاستعمار البريطاني، الإنجاز الأكبر لثورة الرابع عشر من أكتوبر".

واكد الدكتور بن دغر، ان نوفمبر كان وسيبقى لحظة فارقة في تاريخ اليمن، وأعاد تشكيل جغرافية الوطن، وعزز الهوية الوطنية الجامعة، وغيَّر مسار شعب ذاق الويلات في سنوات من العبودية والاحتلال حتى انتزع حقه في الحرية والاستقلال، وكانت دماء الأبطال من أبنائه في عدن والمحميات وأنحاء اليمن هي الوقود الذي صنع مجد الحرية، أولئك الذين حملوا راية التحرر، ورووا بدمائهم الزكية تربة الوطن الغالي، وأعطوا وما بخلوا، وثبتوا وما بدلوا تبديلا.

واشار الى ان الاستقلال الوطني للشطر الجنوبي من الوطن، حقق ثلاثة تحولات كبرى في حياتنا كيمنيين، حيث انتزع السيادة للشعب على أرضه الطاهرة بعد الاحتلال، ووحّد كياناته الصغيرة المحمية بالوجود الاستعماري في كيان واحد، وعبَّد طريقًا سالكًا للوحدة اليمنية التي لولا الاستقلال ما كانت لتتحقق، وحينها كان الاستقلال الوطني الحدث الأهم في زمن الانكسار العربي.

واضاف الدكتور بن دغر في البرقية "نحتفل بهذه المناسبة الوطنية وبلادنا تمر بمرحلة حرجة، بل وخطيرة، وإننا في مجلس الشورى ندرك حجم الأخطار التي صنعها الحوثيون بالانقلاب على الشرعية، ونعلم حجم المسؤوليات الوطنية التي وضعتكم الأقدار في مواجهتها، لقد شن الحوثيون حربًا شعواء ضد شعبنا، أهلكوا الحرث والنسل، وعرّضوا وطننا لمخاطر الانقسام والتشرذم، وأورثوا أهلنا الفقر والجهل والمرض والمعاناة والبؤس، وقتلوا الآلاف من أبنائنا، وهجّروا الملايين منهم، وملأوا سجونهم بالمناضلين".

ولفت رئيس مجلس الشورى، الى ان مليشيات الحوثي تسعى خلف وهم الإمامة، والعودة بنا لعهود من الظلام والجهل والخرافة، خرافة الحق الإلهي الكاذب في الحكم، وإنهم بخطابهم السياسي والإعلامي والمذهبي وآلتهم الحربية يدعون شعبنا للقبول بالعبودية من جديد بعد أن لفظها، وعرف معنى الحرية، والمساواة، والعدالة الاجتماعية، ويعملون على تسويق الإكذوبة في عصر العلم، والمعرفة، والحقوق والحريات، والمواطنة المتساوية، بعد انتصار ثورتي الحرية والاستقلال.

وجدد بن دغر، دعم مجلس الشورى لجهود مجلس القيادة الرئاسي، في التصدي للانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيًا، والسعي الحثيث لاستعادة الدولة والانتصار للشعب اليمني، كما جدد دعم الجهود لتعزيز روح التضامن والتحالف مع الأشقاء الذين ساندونا ووقفوا إلى جانب قضيتنا، ولازالوا، ونحن نقدر لهم تقديرًا عاليًا مساعداتهم السياسية والعسكرية، الإنسانية والإغاثية، ودعمهم اللامحدود على كل المستويات، للشرعية في مواجهة الانقلاب، وللشعب في مواجهة المأساة التي تسبب بها الحوثيون.

وقال رئيس مجلس الشورى " أننا ندعم توجهاتكم وما تتخذونه وتعمل عليه الحكومة من إصلاحات اقتصادية وإدارية ومالية، تستهدف تجاوز أزمة الموارد، وصولًا نحو تقديم الخدمات، وصرف المرتبات المنقطعة، وملاحقة الفساد، والحفاظ على دعم المواطن لشرعية الجمهورية اليمنية التي تمثلونها اليوم".

واكد أن تحقيق النصر في معركة استعادة الدولة مرهون ببناء أسبابه وعوامله، وإن وحدة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية هي أُس الأسس، وسبب الأسباب، سيبقى الحديث عن النصر على العدو أُمنية تدغدغ العواطف، في غياب الحضور الفعلي على الأرض لمؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية.. مجدداً دعم جهود مجلس القيادة الرئاسي السلمية وجهود الحلفاء والمجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار في بلدنا، سلمًا إن جنح الحوثيون للسلم، وحربًا إذا استعصت سبل الوصول للسلام، وهي تستعصي للأسف بسبب التكوين العنصري الإرهابي الإجرامي للمليشيا الحوثية، وإصرار إيران على بسط ومد نفوذها في اليمن عبرهم.

واشار رئيس مجلس الشورى، الى إن السلام العادل المنشود في بلدنا، لا يمكن تحقيقه دون الإلتزام بمرجعياته الوطنية والإقليمية والدولية المتوافق عليها، وإنها تحمل في طياتها جوهر الحل، وتفتح آفاقًا لمستقبل أفضل لشعبنا وبلدنا، وإن انقلب عليها الحوثيون، ينبغي ألّا يحصل العدو الحوثي من سعينا الحثيث نحو السلام على مكاسب تنال من المصالح الوطنية العليا لبلدنا، والقيم المثلى لشعبنا.

واختتم الدكتور بن دغر برقيته بالقول "تحية إجلال وإكبار لأبطالنا جنود وضباط القوات المسلحة ورجال المقاومة الوطنية، والرحمة لشهدائنا، والشفاء العاجل لجرحانا، والحرية لأسرانا".