كشفت مصادر موثوقة في العاصمة اليمنية عدن عن الملابسات الكاملة وراء الإغلاق المؤقت الذي طال مسجد الشوكاني الشهير بحي عمر المختار، مؤكدة أن الإجراء جاء لاحتواء توتر أمني تصاعد عقب محاولة مجموعة من الشباب المتشددين السيطرة على المسجد بالقوة.
ووفقًا للمصادر، فإن الخلاف لم يكن وليد اللحظة، بل يعود إلى فترة إمامة الشيخ الراحل صالح عبدالقادر - رحمه الله - الذي عُرف بخلقه القويم واعتداله وانضباطه، مما جعله محل تقدير أهل الحي. ورغم ذلك، عانى الشيخ خلال سنوات خدمته الطويلة من ضغوط ومضايقات مستمرة مارسها عليه بعض الشباب المنتمي لتيارات متشددة، كانوا يسعون لفرض أجنداتهم على المسجد.
مساعٍ للحفاظ على نهج الاعتدال
وعلى ضوء وفاة الشيخ صالح، حرص مكتب الأوقاف في عدن على استمرار المسجد على نفس النهج الوسطي الذي رسخه، وتم التواصل مع أشخاص كانوا ينوبون عن الإمام الراحل في فترة مرضه، وهم العم عثمان، والدكتور رامي، ومحمد العدني. وبعد مفاوضات، اعتذر العم عثمان عن تحمل المسؤولية لكبر سنه، فيما ارتبط الدكتور رامي بالتزاماته الوظيفية، ليتم البحث عن بديل يضمن استمرارية العمل المنضبط.
وبعد دراسة، وقع اختيار مكتب الأوقاف على محمد عبدالعزيز، الذي تم تكليفه رسميًا بإمامة المسجد، وهو ما قوبل برفض شديد من قبل المجموعة المتشددة التي رأت في هذا القرار تجاوزًا لرغباتها.
اقتحام مسلح وإغلاق أمني
وأوضحت المصادر أن المجموعة رفضت القرار الرسمي بشكل قاطع، مدعية في محادثاتها أنها "صبرت على نهج الشيخ صالح المعتدل لمدة ثلاثين عامًا"، وأنها لن تقبل بإمام جديد لا يتوافق مع توجهاتها، رغم وجود ثلاثة مساجد أخرى في نفس الحي يمكنهم أداء صلواتهم فيها.
تصاعد الموقف عشية صلاة الفجر، عندما قامت المجموعة باقتحام المسجد بقوة السلاح، ومنعت الإمام محمد عبدالعزيز من الصعود بالمنبر وأداء الصلاة، ما شكل تهديدًا مباشرًا للأمن والسكينة العامة داخل دار العبادة. استدعى الأمر تدخلًا سريعًا من الأجهزة الأمنية التي أغلقت المسجد مؤقتًا لمنع أي تصاعد للعنف، وحتى يتم معالجة الوضع وإعادة الأمور إلى نصابها. وأكدت المصادر أن الإغلاق كان لصلاة الفجر فقط كإجراء احترازي.
الأوقاف: رسالتنا الحفاظ على دور العبادة
وفي ختام تصريحاتها، أكد مكتب الأوقاف أن هدفه الأوحد هو الحفاظ على رسالة المسجد كمنارة للعلم والاعتدال، ومنع أي مظاهر فوضى أو تشدد قد تسيء إلى الدور المنوط بدور العبادة في تعزيز قيم الوسطية والطمأنينة للمصلين، مشيرًا إلى أن الحوار جارٍ لحل الخلاف وضمان فتح المسجد أمام المصلين في أقرب وقت ممكن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news