في صباح الأربعاء 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2025م، في مكة المكرمة، وبينما كان يستعد لصلاة الفجر، في لحظة هدوء تتفتح فيها أبواب السماء.. توقّفت الرحلة، وتوقّف قلب الداعية اليمني "محمد المقرمي"، وكأنه سلّم روحه في الموضع الذي ظلّت تتجه إليه طيلة حياته.
هنا.. لم تكن النهاية صدمة بقدر ما كانت اكتمالاً. فالرجل الذي قضى عمره يعلّم أن كل طريقٍ يؤدي إلى الله.. رحل في المكان الذي تصب فيه الطرق كلها، رحل تاركاً وراءه علماً، وصوتاً هادئاً يذكّر بأن الإنسان قد يبدأ حياته مهندس طائرات.. وينهيها مهندس قلوب.
وكما كانت مواعظه تنتشر كالنار في الهشيم، كان كذلك نبأ رحيله، فما إن مرّ سوى وقتض قصير على وفاته حتى تحوّلت منصّات التواصل الإجتماعي إلى مجلس عزاء مفتوح، تتابعت فيه كلمات الرثاء كالسيل من اليمن إلى السعودية ومختلف البلدان العربية، بكاه طلابه ومحبّوه وعابرون لم يروه قطّ لكنهم تعرّفوا إليه عبر مقاطعه الهادئة، كلهم أجمعو على كلمة وفاء لرجلٍ جمع القلوب بلا ضجيج، ورحل تاركاً وراءه فراغاً يضجّ بحكاياته ومواعظه وضياء صوته.
شاهد التقرير في الفيديو أعلاه
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news