تتجه الأنظار إلى مدينة سيئون في وادي حضرموت، التي تستعد لاحتضان الفعالية المركزية الكبرى للاحتفال بالذكرى الـ58 لعيد الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر، في لحظة سياسية وشعبية غير مسبوقة تعيد المدينة إلى قلب الفعل الوطني الجنوبي. وتعيش سيئون خلال الأيام الماضية حالة متصاعدة من التحضير الميداني والجماهيري، في ظل توقعات بمشاركة واسعة من مختلف محافظات الجنوب، وسط قناعة راسخة لدى شعب الجنوب بأن حضور سيئون هذا العام ليس مجرد احتفال، بل خطوة جديدة تعكس حالة التفويض الشعبي المتنامية للمشروع الوطني الجنوبي ومسار استعادة الدولة.
وتأتي هذه التحضيرات بعد الزخم الكبير الذي شهدته حضرموت خلال فعاليات شبام ” الصحراء”حين تحولت المدينة إلى لوحة حضور جنوبي كثيف أكدت أن حضرموت بكل جغرافيتها جزء أصيل من الهوية الجنوبية.
ومن هذا السياق يبدو أن سيئون تستعد لتكرار المشهد بصورة أعرض وأعمق، في فعالية يتوقع أن تكون الأكبر في تاريخ وادي حضرموت.
اقرأ المزيد...
اجتماع يناقش مستوى تنفيذ المشاريع الاستثمارية في مديرية المنصورة بنسبة إنجاز 94%
27 نوفمبر، 2025 ( 10:09 مساءً )
رئيس انتقالي أبين يزور عددًا من المرافق الحكومية في خنفر
27 نوفمبر، 2025 ( 9:49 مساءً )
كما شدد مجلس المستشارين للمجلس الانتقالي الجنوبي في اجتماعه اليوم على أهمية المشاركة الواسعة في فعالية سيئون، باعتبارها محطة مفصلية في أعادت رسم المسار التاريخي للهوية السياسية والثقافية الجنوبية.
وأكد مجلس المستشارين أن ذكرى الاستقلال ليست حدثت عابرًا، بل ثمرة نضال طويل يشكّل اليوم الأساس المتين للمطالبة باستعادة الدولة الجنوبية، مشيرًا إلى ضرورة تعزيز الترتيبات الأمنية في حضرموت وحماية النسيج الاجتماعي الجنوبي مع اقتراب موعد الفعالية المركزية.
وفي السياق ذاته، دعت هيئة الإعلام والثقافة في الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية إلى مواكبة فعاليات نوفمبر التي تقام في محافظات الجنوب، مع التركيز على إبراز سيئون باعتبارها محور الحدث لهذا العام.
كما ناقشت الهيئة برئاسة عبدالعزيز الشيخ الجوانب الفنية والتنظيمية المتعلقة بالتغطية وشدد على أهمية نقل حقيقة الأوضاع في حضرموت وإظهار قيمة المناسبة ورمزيتها في الوجدان الجنوبي.
وتشير المؤشرات أن الجنوب يقف اليوم على أعتاب الاستقلال الثاني من الاحتلال اليمني وأن تحركات حضرموت من شبام إلى سيئون تعكس وحدة الإرادة الشعبية وتصميمها على تثبيت حضورها السياسي.
كما أكد سياسيون جنوبيون من خلال تفاعلهم على مواقع التواصل الاجتماعي أن فعالية سيئون لن تكون مجرد فعالية جماهيرية بل ستحمل رسائل سياسية واضحة، أبرزها تجديد التفويض الشعبي للرئيس عيدروس الزُبيدي والمجلس الانتقالي ، وإثبات أن حضرموت حاضرة في قلب المشروع الوطني وأن الجنوب قادر على تنظيم فعاليته الكبرى في كل محافظاته دون استثناء.
وفي ظل هذا المشهد المتسارع، تبدو سيئون على موعد مع لحظة فارقة ستعيد ترتيب المشهد الجنوبي كله .. وهي المدينة التي طالما شكلت عمقاً حضارياً وثقافياً لحضرموت، ولكن تستعيد اليوم دورها السياسي، لتصبح منصة جديدة يعيد الجنوب من خلالها التأكيد على هويته، وعلى مساره الواضح نحو استعادة الدولة.
ومع تزايد الاستعدادات وتنامي الحشود الجماهيرية المتأهبة للحضور يتجه الجنوب نحو 30 نوفمبر بثقة أكبر، إذ تتحول سيئون إلى قلب الحدث وإلى ساحة تؤكد أن الإرادة الشعبية الجنوبية ما تزال قوية ومتماسكة ، وماضية في طريقها في استعادة الدولة الجنوبية المنشودة دون تراجع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news