اعتقلت سلطات مطار عدن مساعد القبطان الكابتن محمود وحيد حسين إسماعيل، عند وصوله بعد منتصف الليل قادمًا من القاهرة، بعد ثلاث سنوات من سجنه في إيران.
ووصل محمود وحيد إلى مطار عدن الدولي فجر اليوم الخميس، عند الساعة الثانية والنصف، قادماً من القاهرة، منهياً بذلك غياباً قسرياً استمر ثلاث سنوات قضاها في السجون الإيرانية بمدينة بندر عباس.
وكان في مقدمة مستقبلي الكابتن محمود والده وإخوانه وأفراد أسرته وزملاؤه وأصدقاؤه. وعمّت أجواء الفرح والدموع لحظة اللقاء بهم بعد سنوات الفراق الطويلة، حيث تبادل محمود ووالده العناق وسط مشاهد إنسانية مؤثرة.
ويأتي وصول الكابتن محمود بعد تطورات معقدة واجهها خلال الأيام الماضية، حيث تعرض يوم أمس الأربعاء في مطار إسطنبول لمحاولة إعادته قسراً إلى طهران، قبل أن تتدخل السفارة اليمنية في أنقرة وتنجح في إيقاف إجراءات الترحيل وتأمين مغادرته إلى القاهرة ومن ثم إلى عدن.
وفي تصريح له عقب وصوله، عبّر الكابتن محمود وحيد حسين عن شكره العميق وامتنانه لكل من وقف معه خلال رحلة معاناته، وخص بالشكر الجهات الرسمية التي تابعت قضيته في طهران وإسطنبول، والسلطات اليمنية، والمحامين والحقوقيين والصحفيين والإعلاميين والناشطين الذين وصفهم بأنهم كانوا "صوتي عندما كنت بعيداً عن الوطن"، والسفارة اليمنية في أنقرة على تدخلها العاجل الذي أسهم في حل الإشكالية والتعجيل بعودته.
وأكد الكابتن محمود أن تجربة اعتقاله طوال السنوات الثلاث الماضية "لم تكسره"، بل زادته إصراراً على مواصلة حياته المهنية وتجاوز كل الصعوبات، مؤكداً أنه سيعود لممارسة عمله بروح جديدة وإرادة أقوى.
ويوم أمس الأربعاء، قررت سلطات مطار إسطنبول، في تركيا، إعادة ترحيل المعتقل اليمني السابق محمود وحيد حسين إلى العاصمة الإيرانية طهران، بحجة عدم امتلاكه تأشيرة دخول إلى مصر، رغم حيازته تذكرة سفر إلى القاهرة ومنها إلى عدن.
وعقب ذلك، أصدرت السفارة اليمنية في أنقرة، بيانًا، قالت فيه إنها تابعت وباهتمام بالغ، مناشدةَ المواطن محمود وحيد حسين العالق في مطار إسطنبول، والتي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، وذلك في ظل المخاوف التي عبّر عنها من احتمال إعادته إلى طهران بعد أن قضى ثلاثة أعوام محتجزًا في السجون الإيرانية قبل الإفراج عنه مؤخرًا.
وأوضحت السفارة الإيضاح أن الإشكال الذي واجهه المواطن ناتج عن خلل فني في نظام شركة الطيران، حيث لم يكن مسار (القاهرة – عدن) مُعرّفًا بصورة صحيحة، ما أدى إلى تعطّل رحلته وإلغاء تذكرته السابقة.
وفور تلقي المناشدة، قامت السفارة بمتابعة عاجلة، ورتّبت إصدار تذاكر سفر جديدة للمواطن لضمان عودته الآمنة، وبالتنسيق مع الجهات المعنية في تركيا ومكاتب اليمنية في القاهرة والرياض الذين أبدوا تعاونًا مشكورًا. وقد غادر على رحلة إسطنبول – القاهرة الساعة 16:00 عصر اليوم، ومن المقرر سفره إلى عدن عبر الرحلة المغادرة من القاهرة الساعة 21:30 مساءً بمشيئة الله .
وأكدت السفارة أنها تضع سلامة اليمنيين وكرامتهم في مقدمة أولوياتها، وتتعامل مع كل القضايا الإنسانية بكل مسؤولية، كما تدعو المسافرين إلى التأكد من متطلبات الترانزيت والتأشيرات ومسارات السفر قبل المغادرة.
وتعود تفاصيل اعتقاله القبطان اليمني محبوب عبده ثابت ومساعده البحار محمود وحيد، إلى أكتوبر 2022، حين احتجزت قوات الحرس الثوري الإيراني السفينة التجارية "إريانا"، التي كان يقودها القبطان ثابت، أثناء إبحارها في مياه بحر عُمان. وكانت السفينة، المسجّلة تحت علم دولة ثالثة، تحمل شحنة وقود متجهة من ميناء الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى ميناء المخا الواقع في الساحل الغربي لليمن، ضمن عمليات نقل تجارية روتينية.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن القبطان ومساعده ظلا محتجزين في ظروف صعبة داخل سجن بندر عباس، دون تواصل منتظم مع ذويهما أو ممثلين قنصليين، ما أثار مخاوف حقوقية واسعة. وفي وقت لاحق، أصدرت محكمة إيرانية حكمًا قضى بتغريم الرجلين مبلغًا قدره 15 مليون دولار أمريكي، في قضية اتُهم فيها طاقم السفينة بـ"انتهاك القوانين البحرية الإيرانية"، رغم عدم وجود اتهامات جنائية واضحة أو محاكمة علنية عادلة.
غير أن تطورات لاحقة في الملف أفضت إلى تسوية قضائية بين الطرفين، تم بموجبها الاتفاق على بيع السفينة "إريانا" وحمولتها من الوقود، على أن يُستخدم العائد المالي من عملية البيع لتسديد الغرامة المحكوم بها. وبعد استكمال الإجراءات القانونية والإدارية المتعلقة بهذه التسوية، تم الإفراج عن القبطان ومساعده، تمهيدًا لعودتهما إلى اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news