عقدت ميليشيا الحوثي خلال الأيام الماضية لقاءات موسّعة مع الخطباء والمرشدين في مختلف مديريات محافظة إب، بهدف توحيد الخطاب الديني وتعزيز حضور المذهب الزيدي في المحافظة على حساب التعاليم الشافعية السنية السائدة فيها.
وقالت مصادر مطلعة لـ"المشهد اليمني" إن ما يسمى مكتب الهيئة العامة للأوقاف والإرشاد في إب نظم لقاءات واسعة على مستوى المديريات، حثّ خلالها الخطباء والمرشدين التابعين له على إجراء تغييرات جوهرية في أساليب الوعظ والتوجيه الديني، بما يتوافق مع توجهات الجماعة.
وأضافت المصادر أن كلاً من منتحلي مناصب نائب مدير الإرشاد في المحافظة هشام الوجيه، ومسؤول التعبئة العامة أبو علا المعدني، ومدير فرع هيئة الأوقاف معمر عبده أحمد حزام، ومدير الإرشاد سعيد الفضلي، إلى جانب قيادات أخرى بينهم صادق الزمر، ومدير مكتب الأشغال العامة والطرق محمد البتول، ونائب مدير مكتب الأشغال أديب المليكي، قاموا بتوزيع مبالغ مالية على الخطباء والمرشدين؛ وذلك مقابل الالتزام بخطاب موجّه يهدف إلى مواجهة الفكر السني، وتوحيد الصف الديني والوطني في مواجهة ما وصفوه بـ"الحرب الناعمة" التي تستهدف النسيج المجتمعي اليمني.
وأكد المتحدثون في اللقاء أن القوى المعادية – بحسب تعبيرهم – وبعد فشلها في تحقيق أهدافها عسكريًا، لجأت إلى أدوات إعلامية ونفسية لزعزعة الجبهة الداخلية، ومحاولة فرض "أيديولوجيات دخيلة".
وشددوا على الدور المحوري للخطباء في تعزيز الوعي المجتمعي وتوجيه العداء نحو الجهات التي قالوا إنها تسعى إلى تمزيق الأمة، داعين إلى استثمار المنابر الدينية في تحصين المجتمع من الاختراقات الفكرية والثقافية.
وخرج اللقاء ببيان ختامي أكد ضرورة توحيد الخطاب الديني وتفعيل دور العلماء في مواجهة التحديات الراهنة، مع الدعوة إلى اتخاذ مواقف مسؤولة "تليق بمكانة العلماء"، والالتزام بالخطب الأسبوعية التي توزّعها الجماعة على مساجد المحافظة.
وطالبت القيادات الحوثية المشرفين الثقافيين والخطباء بالتحريض على القتال في صفوف الجماعة، والدعوة إلى التجنيد، وشن حملة تعبئة ضد الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، متهمةً الدولتين بـ"احتلال اليمن"، ومحرضة على تمكين الجماعة من السيطرة على كامل الأراضي اليمنية "خدمةً لإيران"، وفق مصادر محلية.
وعبّرت القيادات الحوثية خلال اللقاء عن استيائها من عزوف أبناء محافظة إب عن الانضمام لصفوفها رغم الكثافة السكانية للمحافظة، في ظل مخاوف متزايدة داخل الجماعة من احتمال تحرير المحافظة وتقدّم قوات الجيش اليمني نحوها، نتيجة التراجع الواضح في حاضنتها الشعبية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news