حذّرت السلطة المحلية بمحافظة حضرموت ، من تداعيات الدعوات للتصعيد والحشد في المحافظة، والتي قالت إنها تهدد وحدة الصف والسلم المجتمعي، مؤكدة رفضها لأي تحركات خارج الأطر الرسمية.
وقالت في بيان رسمي إنّها تتابع "بحرص شديد ما تشهده الساحة من دعوات للتصعيد والحشد، وتهدف إلى النيل من وحدة الصف وتماسك المجتمع"، مشددة على أن حضرموت كانت ولا تزال "نموذجاً فريداً في التعايش والسلام، والابتعاد عن كل ما يجر إلى الفتنة والانقسام".
وأكّد البيان أن السلطة "لن تسمح بأي حال من الأحوال بأي عمل يجرّ البلاد إلى الانفلات الأمني أو أي تصعيد"، مشددة على أن "القوات الشرعية الأمنية والعسكرية هي المؤهلة لضبط الأمن في المحافظة"، ومعلنة رفضها القفز على الأطر النظامية والشرعية لبسط الأمن.
ودعت السلطة المحلية المشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية إلى القيام بدورهم في حماية الاستقرار، مشيرة إلى أن "المسؤولية التاريخية تقع على عاتقنا جميعاً للحفاظ على هذه المحافظة"، داعية إلى "توحيد الكلمة ونبذ أي دعوات تدعو للفرقة والتناحر".
كما جدّدت السلطة المحلية التأكيد على أن "الدولة لا تُبنى إلا بالانتماء للمؤسسات الشرعية المنضبطة تحت راية الدولة الشرعية فقط"، معربة في الوقت ذاته عن شكرها للتحالف العربي، ومثمنة "المواقف الأخوية والداعمة من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة".
بالتزامن مع ذلك، أصدرت مرجعية قبائل حضرموت بياناً حذّرت فيه من خطورة التوتر المتصاعد، مؤكدة أن المحافظة "لا تحتمل بأي حال من الأحوال أن تتحول إلى ساحة للصراعات أو لتصفية الحسابات".
وأشارت المرجعية إلى أن استمرار تجاهل مجلس القيادة الرئاسي لمعالجة الوضع قد يقود إلى "سيناريوهات مؤلمة شهدتها دول قريبة"، داعية التحالف العربي بقيادة السعودية إلى التحرك العاجل للحفاظ على أمن حضرموت واستقرارها.
ميدانياً، قام رئيس حلف قبائل حضرموت والقائد الأعلى لقوات حماية حضرموت، الشيخ عمرو بن حبريش العليي، بزيارة تفقدية للوحدات العسكرية وكتيبة المهام وعدد من النقاط الأمنية المنتشرة في المحافظة، للاطلاع على مستوى الجاهزية الأمنية والعسكرية في ظل التطورات الراهنة.
وأكد بن حبريش خلال الزيارة أهمية اليقظة والحفاظ على أمن حضرموت واستقرارها، مشدداً على أن قوات حماية حضرموت ستظل في موقع الدفاع عن المحافظة وقرارها الأمني والمجتمعي.
في المقابل، ترأس رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي علي عبدالله الكثيري لقاءً موسعاً بمدينة المكلا، أكد خلاله تمسك المجلس بمشروعه السياسي، ودعا إلى المشاركة في فعالية 30 نوفمبر التي يسعى الانتقالي إلى إقامتها بمدينة سيئون، مشدداً على ما وصفه بـ"الدفاع عن قوات النخبة الحضرمية" ورفض أي مساس بها.
وجاءت تصريحاته ضمن عمليات تصعيد يقودها المجلس الذي دفع بقوات كبيرة خلال اليومين الماضيين الى المحافظة، في ظل تصريحات وتهديدات أطلقها قائد ما يسمى بالدعم الأمني التابع للمجلس أبو علي الحضرمي، ضد قائد قوات حماية حضرموت، رئيس حلف القبائل، عمرو بن حبريش.
وتأتي هذه التطورات في ظل توتر متصاعد تشهده حضرموت منذ أغسطس الماضي، على خلفية نشر قوات "الدعم الأمني" التابعة للانتقالي في ساحل المحافظة، وقيادة الحضرمي لتحركات عسكرية وقبلية وُصفت بأنها محاولة لفرض أمر واقع جديد.
ومنذ سنوات يعمل المجلس الانتقالي للسيطرة على حضرموت، في محاولة للخروج من المحافظات شحيحة الموارد الواقعة تحت سيطرته جنوب البلاد والتوسع نحو محافظات الشرق الغنية بالموارد، وفرض مشروع فصل البلاد كأمر واقع.
تقابل تحركات المجلس الانتقالي برفض مجتمعي واسع في حضرموت، وتحشيد مقابل حيث دعا رئيس حلف قبائل حضرموت شيوخ ووجهاء حضرموت إلى لقاء قبلي غداً الخميس لمناقشة الأوضاع، وجاءت تلك الدعوة عقب تحركات وخطابات ألقاها أبو علي الحضرمي قائد قوات "الدعم الأمني" اتهم فيها عمرو بن حبريش وكيل المحافظة ورئيس حلف قبائل حضرموت بتشكيل عصابات مسلحة وقطع الطرقات وتهريب المخدرات والسلاح.
وقوات "الدعم الأمني" هي تشكيل مسلح أنشئ حديثاً بدعم إماراتي بقيادة الشخصية المثيرة للجدل "صالح بن الشيخ أبوبكر" المعروف بـ"أبو علي" تسعى من خلاله لاستكمال بسط نفوذها على ساحل وهضبة حضرموت بعد أن تصاعدت تحركات المناوئين لوجودها ولمشروع ما يعرف بـ"الجنوب العربي" الذي تتبناه وتدعمه منذ تدخلها عسكرياً في اليمن عام ٢٠١٥.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news