الجنوب اليمني:
تشهد حضرموت تصاعداً واضحاً في التوترات السياسية والعسكرية عقب تحركات القوات المدعومة إماراتياً، التي تهدف إلى الضغط على الشيخ عمرو بن حبريش، رئيس حلف قبائل حضرموت، بسبب معارضته لتوسع المشاريع العسكرية والإقليمية بالقرب من حقول النفط في المنطقة.
وأفاد الناشط عوض كشميم بأن محاولات أبو علي الحضرمي لاستمالة القبائل عبر التهديد والوعيد باءت بالفشل، حيث انقلبت الأوضاع ضده وأسهمت في توحيد سكان الساحل والوادي ضد مشروعه المدعوم من جهات خارجية. وأضاف أن الحضرمي لا يمتلك قراراً ذاتياً، بل ينفذ توجيهات محددة، وأن سلوكه السياسي غير المحسوب تسبب في تراجع شعبيته ليس فقط في عدن، بل أيضاً في حضرموت.
وأكد الناشط أنس الشريك أن نموذج العاصمة عدن الذي يسعى مشروع حكم ذاتي مشابه لتطبيقه في حضرموت يحمل مخاطر واضحة للفشل، مشيراً إلى أن التهديدات المتكررة ضد الشيخ بن حبريش وحلف قبائل حضرموت لم تزيدهم إلا قوة وتماسكاً شعبياً كبيراً يعكس عمق التمسك بالوحدة والحضارة التاريخية للمنطقة.
وتكشف هذه التطورات عن أبعاد سياسية واسعة تحيط بحضرموت، إذ أن الأطراف الرباعية الإقليمية والدولية المعنية لا ترغب في منحها قراراً سيادياً مستقلاً، باعتبارها منطقة غنية بالثروات الطبيعية التي تستقطب منافسة شرسة تسعى لتحويلها إلى مركز اقتصادي يخدم مصالح مافيات وتحالفات خارجية.
ويبرز سؤال مهم في هذا السياق: لماذا لا يتم التعامل مع قوات أخرى مشابهة بذات الحساسية التي تواجه بها القوات المدعومة في حضرموت؟ الجواب يكمن في استهداف ثروات المنطقة نفسها، وليس في وجود قوات مسلحة، إذ تشكل حضرموت ورموزها السياسية والعشائرية محور صراع مصالح إقليمية معقد يعكس مخاوف السيطرة على مواردها الحيوية.
وتشير المصادر المحلية إلى أن إصرار أبناء حضرموت على حمايتهم لحقوقهم وثرواتهم يعكس رغبة قوية في نيل حكم ذاتي حقيقي يضمن استقلال القرار السياسي والأمني بعيداً عن التدخلات الخارجية التي تستهدف تفتيت النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news