عبدالله العجمي، كاتب سقطري شاب يشق طريقه بثبات في عالم السرد القصصي والأدب الحديث، وقد استطاع أن يلفت الأنظار منذ بواكير أعماله التي نشر بعضها في مجلتي "أقلام عربية" و"أسلاف".
ويملك هذا الشاب موهبة أصيلة تتكئ على رصيد تراثي ثري، إذ يغرف من معين المرويات الشعبية والأساطير السقطرية، ويعيد صياغتها بلغة أدبية رصينة، تجمع بين العذوبة والدقة، وبين جمال التصوير وعمق الدلالة.
ورغم أنه حديث التخرج من الدراسة الجامعية 2024م في تخصص الشريعة والقانون، إلا أن موهبته الأدبية بدت وكأنها امتدادٌ طبيعي لملكة البيان التي يقتضيها عمل المحاماة الذي اختاره، حيث يحتاج المحامي إلى البلاغة والفصاحة، تماماً كما يحتاج الأديب إلى أدوات اللغة ليُطوِّعها في خدمة الفكرة والسرد. وقد انعكس هذا التداخل بين المجالين على أسلوب العجمي، فصار يكتب بحس أدبي رفيع، وبثقة من يملك أسرار اللغة، فينسج عباراته نسجاً محكماً، ويطرّز حكاياته وصوره بلغة مترفة بالخيال والرهافة.
إن صدور باكورة إبداعه "حكايات وأساطير سقطرية" يمثل علامة مضيئة في مسيرته الأدبية الوليدة، ودليلاً على أن هذا الاسم القادم من تخوم البحر والجبل، يحمل مشروعاً إبداعياً واعداً، يجمع بين الثقافة العميقة، والقدرة على إبراز التراث السقطري الثري في ثوب أدبي معاصر. ولا شك أن عبدالله العجمي، الذي بدأ مسيرته في رحاب الأدب "واثق الخطوة يمشي ملكاً"، سيكون له شأن بارز بين الأدباء من جيل الشباب، لما يتميز به من ثقافة رفيعة، ورؤية أصيلة، وحس أدبي يَعِد بالكثير.
*من تقديمي للكتاب
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news