حدود ملتهبة.. ماذا وراء تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله؟

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 42 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حدود ملتهبة.. ماذا وراء تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله؟

تصاعدت التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية في ظل موجة اغتيالات طالت قيادات بارزة في حزب الله، كان أبرزها مقتل هيثم الطبطبائي المعروف باسم "أبو علي".

هذه العملية، التي رافقتها حملة إعلامية إسرائيلية مركزة، تعكس استهدافا دقيقًا للهيكل القيادي للحزب، وتضع لبنان ومكوّناته أمام تحديات سياسية وأمنية متشابكة، في وقت يتجه فيه الحزب إلى سياسة "الصبر الاستراتيجي" لتجنب اندلاع حرب غير محسوبة.

يرى الكاتب والبحث السياسي فيصل عبد الساتر خلال حديثه إلى "التاسعة" على سكاي نيوز عربية أن اغتيال الطباطبائي يمثل ضربة مؤلمة لحزب الله، لكنه لن يغير المبادئ الأساسية التي ينطلق منها الحزب في إدارة قواعد الاشتباك مع إسرائيل.

ووفق عبد الساتر، فإن الإعلام الإسرائيلي يسعى إلى بث معلومات وتقارير لزيادة الإرباك في لبنان، مع تكريس صورة مفادها أن الحزب فقد قدراته العسكرية. هذه الخطوة، بحسبه، تهدف إلى فرض معادلة جديدة في الداخل اللبناني، من خلال توسيع دائرة الأهداف والضغط على الدولة اللبنانية.

الضربة الأمنية الأخيرة، والتي استهدفت الطبطبائي وعددًا من معاونيه، تأتي بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية المستمرة منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024، بما في ذلك استهداف مواقع المقاومة في الضاحية الجنوبية. ومع ذلك، يوضح عبد الساتر أن الحزب ما زال متمسكا برؤية أساسية تقوم على الصبر الاستراتيجي وتجنب الرد المباشر الذي قد يؤدي إلى حرب مبادئة تُحمّل الحزب مسؤولية اندلاعها.

الإعلام الإسرائيلي ودوره في تكريس الضغط

يؤكد عبد الساتر أن الإعلام الإسرائيلي، يلعب دورا مركزيا في بث التوتر، من خلال نشر تقارير مفصلة عن القيادات السياسية والعسكرية لحزب الله، بما يشمل نوابا في البرلمان وشخصيات دينية، إضافة إلى مسؤولي وحدات التنسيق والتنفيذ العسكري. هذه المعلومات تضع الحزب في مأزق داخلي، حيث يتوجب عليه إدارة الردود العسكرية والسياسية بحذر شديد، لتفادي أي تصعيد غير محسوب قد يجر لبنان إلى حرب مفتوحة.

ويشدد عبد الساتر على أن قواعد الاشتباك التي ينطلق منها الحزب لم تتغير رغم الضغوط الإسرائيلية، وأن أي محاولة إسرائيلية لفرض معادلة جديدة لن تحدد استراتيجية الحزب في الرد.

السياسة اللبنانية الرسمية، بحسبه، مطالبة بإظهار قدرة الدولة على حماية سيادتها ومؤسساتها، بما يشمل الجيش اللبناني والقوى الشرعية، حتى يتم الحفاظ على توازن الردود في مواجهة الاعتداءات اليومية.

ويشير الباحث السياسي إلى أن حزب الله يمارس سياسة "ابتلاع الضربات" لصالح الحفاظ على الاستقرار الداخلي، وعدم السماح بتحويل لبنان إلى ساحة حرب مفتوحة بسبب الضغوط الإسرائيلية أو الدولية. هذا النهج يعكس حرص الحزب على ضبط أفعاله ضمن إطار المصلحة الوطنية، مع مراعاة الدبلوماسية اللبنانية في التعامل مع هذه التحديات.

التحديات الداخلية والدور الدولي

يبرز عبد الساتر أن الوضع في لبنان معقد بفعل الانقسام الداخلي حول وجود حزب الله وأجنداته الإقليمية. ويرى أن الحزب ليس وحده في مواجهة التحديات، بل يقف خلف الدولة اللبنانية، التي عليها مسؤولية تطبيق المبادئ الدبلوماسية وفرض التوازن في مواجهة إسرائيل.

ويضيف أن الصبر الاستراتيجي للحزب يأتي في سياق حماية لبنان من حرب مبادئة، بينما يبقى المجتمع الدولي متفرجًا، غير ملزم بفرض قيود على الاحتلال الإسرائيلي.

كما يؤكد عبد الساتر أن حزب الله يعتبر جزءًا من الدولة اللبنانية، ويسعى إلى حماية مصالحها الوطنية. ويرى أن العمليات السابقة التي قام بها الحزب لدعم غزة، بما فيها الأنشطة على مزارع شبعا، تمت وفق معايير المصلحة الوطنية وليس لأي جهة خارجية. هذا التوجه يعكس فلسفة الحزب في موازنة الردود العسكرية ضمن إطار استراتيجي مدروس، يراعي أمن لبنان واستقراره دون الانجرار إلى حرب مفتعلة.

ما هي احتمالات رد حزب الله على اغتيال رئيس أركانه؟

يكشف المشهد الراهن على الحدود اللبنانية الإسرائيلية عن مرحلة حرجة، تجمع بين الضغوط الإسرائيلية المستمرة، والتحديات الداخلية اللبنانية، والحاجة إلى سياسات ضبط استراتيجية من قبل حزب الله والدولة اللبنانية على حد سواء. تصريح فيصل عبد الساتر يؤكد أن الحزب يسير وفق منهجية الصبر الاستراتيجي، مع الانتباه إلى تعزيز الدولة اللبنانية لقدرتها على حماية سيادتها. في المقابل، يبقى الإعلام الإسرائيلي والأحداث الأمنية على الحدود أدوات ضغط متواصلة تهدف إلى إعادة صياغة قواعد الاشتباك وفرض معادلات جديدة في الداخل اللبناني، مما يجعل إدارة الأزمة على المستوى السياسي والأمني أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

“ماربورغ”.. وباء جديد لا علاج له ولا لقاحات والحكومة اليمنية ترفع الجاهزية لمواجهته بإجراءات صارمة.. ماهي أعراضه ومخاطره؟

بران برس | 670 قراءة 

تصاعد التوتر في حضرموت.. “الانتقالي” يدفع بتعزيزات ضخمة و“بن حبريش” يدعو للإحتشاد بعد تهديدات بـ“معركة كبرى”

بران برس | 515 قراءة 

البنك المركزي اليمني يوضح حقيقة تقاضي “المعبقي” 40 ألف دولار شهريًا

بران برس | 346 قراءة 

وزير الخارجية اليمني الأسبق عبدالملك المخلافي يرد على موقف اليماني الأخير بشأن الوحدة اليمنية

يمن فويس | 332 قراءة 

الاستعداد لصرف مرتبات جديدة للجيش والامن في عدن

كريتر سكاي | 282 قراءة 

كارثة في صنعاء.. ارتفاع ضحايا الخمر المغشوش إلى 12 قتيلا

تهامة 24 | 260 قراءة 

كشف امر هام للمواطنين بشأن البركان

كريتر سكاي | 259 قراءة 

تقرير | مياه المكلا ليست صحية.. 70% من المحطات والمعامل “غير صالحة” باعتراف السلطات و“برَّان برس” يتتبع المشكلة ويناقشها مع مسؤولين ومختصين

بران برس | 259 قراءة 

الراتب الشهري لمحافظ البنك المركزي اليمني “أحمد غالب المعبقي”

يمن ديلي نيوز | 236 قراءة 

اختفاء ثلاثة قياديين بارزين من جماعة الحوثي، من بينهم المداني والحوثي.. هل اغتيلوا؟

المشهد اليمني | 235 قراءة