قالت صحيفة "صوت إيران" التابعة لمكتب المرشد علي خامنئي إن اغتيال إسرائيل للقيادي البارز في ميليشيا "حزب الله" هيثم علي الطبطبائي يكشف مجددًا أن تل أبيب لا تتعامل مع "وقف إطلاق النار" كإنهاء للقتال، بل كمرحلة جديدة من الصراع تُخاض بأساليب مختلفة.
وسلّطت الصحيفة، في افتتاحيتها الجديدة اليوم، الضوء على الهجوم الإسرائيلي الذي أدى إلى اغتيال القيادي البارز في ميليشيا حزب الله هيثم علي الطبطبائي في الضاحية الجنوبية لبيروت الأحد.
تحديث بنك الأهداف
وأضافت الافتتاحية أن الطبطبائي، الذي يوصف بأنه من الجيل الثاني لمؤسسي "حزب الله" وقائد وحدة الرضوان والمعماري الرئيس لملف الجولان، كان من أبرز قادة الميدان في لبنان وسوريا واليمن، وقد نجا سابقاً من عدة محاولات اغتيال، فيما أدرجته واشنطن على قائمتها السوداء منذ 2016.
ورأت الصحيفة أن أهمية العملية لا تكمن فقط في شخصية المستهدف، بل في توقيت الهجوم وموقعه وكيفيته، مشيرة إلى أن إسرائيل تستثمر فترات الهدوء النسبي خلال ما يسمى "وقف إطلاق النار" لتفعيل شبكة واسعة من الأنشطة الاستخبارية تشمل تحديث بنك الأهداف، ورصد التحركات، واختبار أنماط الحماية، وهو ما يجعل هذه الفترات "ميدان عمل صامت" أكثر منها وقفا للأعمال العدائية.
وتؤكد الصحيفة أن "البيانات الميدانية تثبت أن إسرائيل تحقق أكبر مكاسب استخبارية خلال فترات التهدئة، محذّرة من أن الركون إلى الهدوء الظاهر قد يؤدي إلى تراخي الإجراءات الأمنية لدى قوى المقاومة، الأمر الذي يستغله الاحتلال لتوجيه ضربات نوعية"، بحسب تعبير الصحيفة.
مساحة أوسع للعمل السري
كما لفتت الصحيفة إلى الدور الأمريكي في إدارة مراحل وقف إطلاق النار، معتبرة أن تلك الفترات تُصاغ ضمن "غلاف سياسي وأمني" يمنح إسرائيل مساحة أوسع للعمل السري.
وخَلصت الافتتاحية إلى أن مواجهة هذا "التناقض الظاهري" بين هدوء السطح وحيوية النشاط الاستخباري الإسرائيلي تتطلب يقظة دائمة ومراجعة مستمرة لإجراءات الحماية والرصد، مؤكدة أن وقف إطلاق النار في قاموس تل أبيب "ليس نهاية المعركة، بل تغيير شكلها".
يُذكر أن اغتيال القائد الطبطبائي يأتي في سياق استمرار إسرائيل في استهداف قادة ميليشيا حزب الله منذ توقيع الهدنة مع الحزب، وهو ما يعكس استراتيجيتها في محاولة إرغام الحزب على الاستسلام وإضعاف قدراته العسكرية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news