آ
قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن الديمقراطية تمثل "الضامن الحقيقي للأمن المحلي والعالمي"، مؤكدة أن غيابها كان وراء معظم الحروب الكبرى والانهيارات التي شهدها العالم خلال القرن الماضي.
وفي كلمة ألقتها أمام منتدى هاليفاكس العالمي للأمن، وهو مؤتمر دولي رفيع المستوى، شددت كرمان على أن "أي منظومة تسعى لحماية الأمن العالمي دون أن تضع الديمقراطية في قلبها ستنتج أمنًا هشًا ومؤقتًا"، مضيفة أن الاستبداد هو الذي يصنع الفوضى والإرهاب والانهيار والهجرات الجماعية.
يشار إلى أن منتدى هاليفاكس للأمن الدولي (
HFX) هو مؤتمر سنوي كندي بارز يجمع القادة وصناع القرار من الدول الديمقراطية لمناقشة أهم التحديات الأمنية العالمية. يهدف المنتدى إلى تعزيز التعاون الاستراتيجي والديمقراطية كركائز أساسية للأمن والسلام الدوليين.
وأوضحت كرمان أن تخصيص المؤتمر هذا العام لموضوع الديمقراطية يعكس “تحولًا عميقًا في النظرة الأمنية العالميةâ€، مضيفة أن العديد من الدول لم تدرك أهمية الديمقراطية إلا بعد أن “بدأت ملامح الاستبداد تظهر داخل بلدانهاâ€.
وانتقدت كرمان ما وصفته بالجدلية الخاطئة بين â€کâ€کالأمن والحرية’’، مؤكدة أن “النظام الديمقراطي وحده القادر على بناء استقرار مستدام يقوم على الشرعية والمؤسسات والمشاركة، ويمنع الانفجارات قبل وقوعها، ويكافح الفساد والتطرفâ€. وقالت إن الأنظمة الاستبدادية “تنتج الفوضى والإرهاب والهجرات والصراعات الممتدةâ€.
وفي استعراضها لخريطة الصراعات، اعتبرت كرمان أن “أغلب الحروب الكبرى في القرن الماضي والحاضر وُلدت من رحم الاستبدادâ€، مشيرة إلى ألمانيا النازية، وإيطاليا الفاشية، واليابان الإمبراطورية، ودكتاتوريات أمريكا اللاتينية، والاتحاد السوفييتي، إضافة إلى أنظمة الشرق الأوسط.
وتابعت أن “الحرب في أوكرانيا لم تكن لتقع لو أن روسيا دولة ديمقراطيةâ€، معتبرة أن ما يُطرح من خطط للحل – ومنها ما نُسب للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب – يمنح “شرعية للعدوان ويشجع التوسع الروسيâ€.
وانتقدت كرمان الاحتلال الإسرائيلي لما يجري في غزة والضفة الغربية ولبنان، وقالت إنه يتمدّد “بلا مساءلةâ€، داعية إلى تمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة وفق قرارات الأمم المتحدة.
وفي الشأن اليمني، حمّلت كرمان ما وصفته بـ“تحالف الاستبداد الإقليمي†مسؤولية تدمير اليمن، متهمة إيران بدعم الحوثيين،آ وشدّدت على أن “الحل يبدأ باستعادة القرار الوطني ليكون بيد اليمنيين وحدهمâ€.
آ آ
وأضافت أن "كل الحروب الكبرى والانهيارات وموجات الهجرة والإرهاب وُلدت من رحم الاستبداد"، مشيرة إلى أن حتى بعض الدول الديمقراطية وقعت في أخطاء عندما تخلّت عن قيمها، مثل الحرب على العراق وأفغانستان.
ودعت كرمان الدول الديمقراطية الكبرى إلى "إصلاح نفسها" عبر كبح نفوذ المال في السياسة، ورفض خطاب الكراهية، وحماية حرية التعبير والحرية الأكاديمية، مؤكدة أن الديمقراطيات يجب أن تتوقف عن دعم الديكتاتوريين وإنهاء ازدواجية المعايير.
وختمت كرمان بالقول إن الديمقراطية تنتصر عندما تقف مع الشعوب لا مع الطغاة، ومع العدالة لا مع مجرمي الحرب، مضيفة أن "الأمن الذي تصنعه الديمقراطيات هو وحده الأمن القادر على الصمود والازدهار".
وأتس أب
طباعة
تويتر
فيس بوك
جوجل بلاس
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news