كشفت تقارير اخبارية عبرية، اليوم الاثنين، عن تجدد المحادثات المتعلقة بمشروع "سكة السلام" الهادف إلى ربط الهند بأوروبا عبر شبكة نقل تمر بالإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل، في وقت تضغط فيه تركيا وجهات فرنسية لدفع الإدارة الأمريكية لإعادة توجيه المسار عبر سوريا ولبنان بدلاً من إسرائيل.
ووفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، قامت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف الأسبوع الماضي برحلة غير معلنة إلى الإمارات، على خلاف زياراتها السابقة التي كانت تحظى بتغطية إعلامية واسعة.
وأثار الغموض حول الزيارة تساؤلات داخل إسرائيل، خصوصاً بعد عقدها عدة اجتماعات مع مسؤولين إماراتيين، ومشاركتها في معرض الطيران بدبي من دون أي إعلان رسمي.
وبحسب التقرير، تركزت الزيارة على اجتماع مطوّل عقدته ريغيف مع رئيس شركة "الاتحاد للقطارات" ووزير النقل الإماراتي، حيث بحث الجانبان إعادة تنشيط مشروع "سكة السلام" بعد نحو عامين من تجميد العمل فيه بسبب الحرب.
ويهدف المشروع إلى إنشاء خط سكة حديدية لنقل البضائع القادمة من الهند إلى ميناء أبوظبي، ومنها بقطار سريع عبر الإمارات والسعودية والأردن وصولاً إلى ميناء حيفا، ليتم شحنها لاحقاً إلى أوروبا والولايات المتحدة. ويُعد هذا المسار جزءاً من مبادرة كبرى تجمع خطوط السكك الحديدية والشحن البحري وكابلات الاتصالات وخطوط الطاقة، أطلقها الرئيس الأمريكي جو بايدن رسمياً في سبتمبر 2023 خلال قمة مجموعة العشرين.
وقالت الصحيفة إن الاجتماع جاء بالتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن، وفي ظل مساعٍ إسرائيلية للحفاظ على موقعها ضمن المشروع، بعد تحركات تركية وفرنسية للضغط على واشنطن لإعادة المسار نحو سوريا ولبنان.
وتشير المعلومات إلى أن الإمارات واصلت مناقشاتها مع الهند والسعودية والأردن رغم توقف المشروع، وأن المسار المقترح حالياً يصل إلى منطقة البحر الميت. وتدعو إسرائيل إلى تحريك نقطة الربط شمالاً داخل الأردن، بينما تقترح الإمارات أن تنخفض إسرائيل جنوباً للوصول إلى نقطة التقاء أقرب.
ووفقاً للتقرير، تم الاتفاق بين الجانبين على إنشاء إدارة مشتركة تضم مسؤولين من "قطار إسرائيل" ونظرائهم الإماراتيين، تتولى الإشراف على عبور القطارات بين الدول، على غرار إدارة حركة الطيران. كما ستدرس الإدارة إمكانية مرور الخط بين الأردن وإسرائيل عبر منطقة جنوب البحر الميت لتجنب تعقيدات سياسية.
وخلال زيارتها، عقدت ريغيف اجتماعات أخرى شملت مسؤولين في قطاع الطيران، بينهم رئيس شركة "طيران الإمارات"، حيث دعت إلى استئناف الرحلات الجوية بين الجانبين. كما شاركت في المعرض الأمني الجوي بدبي، رغم عدم توجيه دعوة رسمية لإسرائيل هذا العام وإلغاء مشاركة شركاتها الأمنية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news