“يمن ديلي نيوز” يحاور الجيولوجي “فيصل العشاري” حول بركان أثيوبيا وتأثيراته على اليمن

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 666 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
“يمن ديلي نيوز” يحاور الجيولوجي “فيصل العشاري” حول بركان أثيوبيا وتأثيراته على اليمن

أجرى الحوار لـ”يمن ديلي نيوز” حفظ الله الحصماني: في هذا الحوار الخاص يقدم الدكتور فيصل العشاري، أستاذ جيولوجيا المياه والبيئة ورئيس قسم الجيولوجيا في جامعة إقليم سبأ، تحليلاً شاملاً لثوران بركان إثيوبيا الأخير وتأثيراته الإقليمية، خاصة بعد وصول رماده إلى اليمن.

يشرح الدكتور العشاري لـ “يمن ديلي نيوز” أسباب ثوران البركان وكيف انتقلت آثاره إلى اليمن والعوامل التي ساعدت على انتشار رمادة على هذا النطاق الواسع.

كما يتناول الحوار مقارنة بين الرماد البركاني والأتربة العادية من حيث المخاطر الصحية والبيئية، والإجراءات المطلوب اتباعها للوقاية من مخاطرها، وتاثير ذلك على الثرة الحيوانية والزراعية.

نص الحوار:

• كيف تقيّمون ثوران البركان الأخير في إثيوبيا من حيث القوة ومدى انتشاره؟

كان الثوران مفاجئاً نسبياً وقوياً للغاية نظراً لأن البركان كان خامداً منذ آلاف السنين، مما أدى إلى تراكم كميات كبيرة من الصهارة والغازات تحت القشرة الأرضية.

إن ارتفاع عمود الرماد وصل إلى مستويات كبيرة سمحت للسحب البركانية بالانتقال لمسافات طويلة ووصولها إلى اليمن وأجزاء من السعودية وعمان، ما يؤكد شدة الانفجار.

ومن المعروف أن موقع إثيوبيا ضمن مثلث عفار يجعلها منطقة نشطة بركانياً بشكل دائم، حيث تلتقي فيها ثلاث صفائح تكتونية، وهذا يفسر طبيعة التكرار الدوري لهذه الثورات.

• ما هي العوامل التي ساعدت على حدوث هذا الثوران تحديداً في هذا الوقت؟

تعود الأسباب أساساً إلى التفاعل بين الصفائح التكتونية الثلاث في المنطقة، مما يخلق شدّاً دائماً في القشرة الأرضية. كما أن تراكم الضغط داخل غرف الصهارة على مر السنين جعله على وشك الانفجار.

ومع النشاط الزلزالي الأخير في المنطقة، أصبح الطريق مفتوحاً للصهارة للصعود إلى السطح، لذلك يمكن القول إن البركان انفجر كنتيجة طبيعية لتراكم الضغوط، ولم يكن هناك أي حدث مفاجئ خارجي تسبب في ذلك.

• كيف انتقلت كميات كبيرة من الرماد إلى المحافظات اليمنية؟

انتقال الرماد كان نتيجة طبيعية للرياح السائدة في هذه الفترة من السنة، فهي تهب من الغرب إلى الشرق ومن الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، وهذا ما ساعد على نقل الرماد من إثيوبيا عبر البحر الأحمر إلى اليمن.

علاوة على ذلك، ارتفاع عمود الرماد جعل الجزيئات الدقيقة تبقى معلقة في الهواء لفترة أطول، ما ساعدها على الانتشار لمسافات كبيرة قبل أن تهبط على الأرض.

• هل من الطبيعي أن يقطع الرماد هذه المسافات الطويلة؟

جيولوجياً، هذا أمر متوقع، فكلما ارتفع عمود الرماد وزادت قوة الانفجار، أصبح بإمكان الجسيمات الدقيقة الانتقال لمئات وحتى آلاف الكيلومترات.

إضافة إلى أن سرعة واتجاه الرياح يلعبان دوراً حاسماً في تحديد المسار، كما أن حجم الجزيئات يؤثر على مدة بقائها في الهواء، حيث تبقى الجزيئات الأصغر معلقة لأيام أو أسابيع، ما يسمح لها بالانتقال بعيداً عن موقع الثوران الأصلي.

• ما الفرق بين الأتربة العادية والرماد البركاني؟ وما مخاطره؟

الأتربة العادية تتكون أساساً من حبيبات سيليكاتية ومعادن طينية ناتجة عن تفتت الصخور.

أما الرماد البركاني فهو شظايا زجاجية دقيقة وحادة، وغالباً ما يحتوي على معادن ثقيلة قد تكون سامة إذا تم التعرض لها لفترات طويلة. خطورته الأساسية تظهر عند استنشاقه لفترة طويلة.

يمكن لرماد البركان أن يهيج الجهاز التنفسي ويؤثر على العينين والجلد، خصوصاً لدى مرضى الربو أو المصابين بأمراض مزمنة، ومع ذلك كانت الكميات التي وصلت إلى اليمن محدودة وعابرة، لذلك لا تشكل خطراً كبيراً، لكن أخذ الاحتياطات الأساسية في حال استمر تساقط الرماد أمر ضروري.

• ما التأثيرات البيئية المحتملة على التربة والمياه والنباتات؟

إذا تراكم الرماد بكثافة، فقد يسد مسام التربة ويقلل من تهويتها، كما قد يزيد حموضة التربة ويؤثر على نمو النباتات. المياه السطحية والجوفية قد تتلوث بالمعادن الثقيلة والمركبات الكبريتية، ما يقلل من صلاحيتها للشرب أو للري. أما الغطاء النباتي فقد تحجب طبقة الرماد الضوء عن الأوراق، مما يعوق عملية البناء الضوئي.

مع ذلك، للرماد البركاني فوائد طويلة المدى، فهو يخصب التربة بالحديد والمعادن الأخرى ويدعم نمو النباتات على المدى الطويل، كما يزود البحار بعناصر غذائية للكائنات البحرية. أما في اليمن، فالتأثيرات كانت محدودة نظراً لقلة كمية الرماد.

• هل يمكن أن تتضرر الثروة الحيوانية والزراعية؟

التأثير الأكثر وضوحاً يكون عادة في المناطق القريبة جداً من البركان، حيث تعاني الحيوانات من مشاكل تنفسية نتيجة استنشاق الرماد، وقد يتعرض بعضها للتسمم عبر المياه أو النباتات الملوثة. أما الزراعة فقد تتضرر المحاصيل مباشرة أو يتدهور خصوبة التربة بسبب تراكم الرماد.

أما بالنسبة للوضع في اليمن، فإن الوضع مختلف، حيث الكمية الواصلة ضعيفة ولا تسبب أضراراً ملموسة للزراعة أو الثروة الحيوانية.

• ما أبرز المخاطر الصحية المتوقعة؟

المخاطر المحتملة تشمل تهيج الجهاز التنفسي، خاصة لدى مرضى الربو، وقد تظهر أعراض بسيطة مثل السعال أو ضيق التنفس. العينان قد تتأثر بالتهيج أو الحكة، والجلد قد يتعرض للجفاف أو التحسس، لكن هذه التأثيرات عادة لا تظهر إلا عند التعرض الطويل والمستمر لكميات كبيرة، وهو ما لم يحدث في اليمن.

• هل يمكن للرماد أن يؤثر على الطقس؟

نعم، إذ تعمل السحابة على حجب جزء من أشعة الشمس، ما يؤدي إلى انخفاض مؤقت في درجات الحرارة على الأرض.

هذا التأثير مؤقت ويزول بمجرد انقشاع السحابة، ولا يترك أثراً طويل المدى على المناخ المحلي أو العالمي إلا في حالة ثورانات ضخمة جداً.

• كيف يمكن للجهات المختصة رصد مثل هذه الظواهر؟

يمكن متابعة النشاط الزلزالي في المناطق البركانية، ورصد انبعاث الغازات الساخنة من الفوهات، بالإضافة إلى استخدام الأقمار الصناعية لمراقبة حركة الرماد وتوزيعه في الغلاف الجوي.

كما تساعد نماذج التنبؤ الحاسوبية في معرفة مسار السحب البركانية، ما يمكن الجهات المعنية من إصدار تحذيرات دقيقة للطيران والمدنيين قبل وقوع أي تأثير كبير.

• ما هي الإجراءات التي يمكن أن تقلل الأضرار المحتملة؟

بالنسبة للأفراد، ينصح بالبقاء داخل المنازل أثناء مرور السحب، واستخدام الكمامات المناسبة، والحفاظ على المياه والغذاء من الترسبات.

أما الجهات الحكومية، فيجب عليها مراقبة جودة الهواء والمياه، وتنظيف الشوارع بطريقة سليمة، وتوزيع الكمامات عند الحاجة، وتعزيز التوعية المجتمعية عبر الإعلام ووسائل التواصل.

• هل توجد تجارب دولية يمكن الاستفادة منها؟

الدول مثل اليابان وآيسلندا والفلبين تمتلك أنظمة إنذار مبكر متقدمة، ونيوزيلندا لديها برامج توعوية مجتمعية قوية، وتشيلي تتميز بخطط إخلاء محكمة للمناطق المعرضة للخطر.

يمكننا الاستفادة من هذه النماذج لتطوير آليات الإنذار والتوعية لدينا، بما يضمن حماية المواطنين وتقليل المخاطر.

• هل يمكن أن تتكرر هذه الظاهرة؟ وهل اليمن معرضة لنشاط بركاني مستقبلاً؟

من المتوقع تكرار الثورانات في منطقة القرن الإفريقي كونها منطقة نشطة جيولوجياً، أما اليمن فمعظم براكينها خامدة ولا تشكل خطراً كبيراً في المستقبل القريب، لكن قد نتأثر بأحداث مماثلة تأتي من البراكين المجاورة كما رأينا مؤخراً.

• ما أهم التوصيات للمواطنين والجهات الرسمية؟

الالتزام بالإرشادات الوقائية عند مرور السحابة، والوعي بالمعلومات العلمية الدقيقة، وعدم الانسياق وراء الشائعات.

وعلى الجهات الرسمية، تعزيز قدرات الرصد، وإنشاء مركز وطني لرصد البراكين، ووضع خطط طوارئ، وتكثيف حملات التوعية بالتعاون مع المجتمع المحلي.

• كيف يمكن تعزيز الوعي المجتمعي؟

يمكن دمج موضوعات الكوارث الطبيعية في المناهج الدراسية، واستخدام الإعلام ووسائل التواصل لنشر نصائح مبسطة، إلى جانب إقامة تدريبات عملية على الإسعافات الأولية واستخدام الكمامات، وإشراك القيادات المحلية في نشر التوعية لضمان وصول الرسائل إلى جميع شرائح المجتمع.

ما حدث من وصول الرماد البركاني إلى اليمن كان تأثيراً محدوداً وعابراً ولا يدعو للقلق. الأهم هو رفع الوعي والاستعداد لمواجهة أي طارئ مستقبلي، مع تعزيز منظومات الرصد والإنذار المبكر والاستفادة من التجارب الدولية الناجحة.

وكان مركز التنبؤات الجوية والإنذار المبكر التابع للهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد اليمني، قد قال إن سحب الرماد البركاني القادمة من إثيوبيا تتمدد إلى أجزاء واسعة من اليمن نتيجة الرياح السائدة، وفقاً لما أظهرته صور الأقمار الاصطناعية.

وأفاد المركز في بيان تحذيري تابعه “يمن ديلي نيوز” بأن هذا النوع من الرماد يحتوي على جسيمات دقيقة من الصخور والزجاج البركاني، وأن خطر التأثر به لا يقتصر على المناطق القريبة من البركان فقط، بل يمكنه أن ينتقل مئات الكيلومترات وفقاً لحالة الرياح.

رماد بركاني يغطي أجزاء واسعة من اليمن بفعل بركان في أثيوبيا.. نصائح وقائية هامة

مرتبط

الوسوم

الرماد البركاني

انفجار بركان في اثيوبيا

تأثيرت بركان أثيوبيا على اليمن

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اليمن مات. وهذا ما سيحلّ مكانه!

الوطن العدنية | 882 قراءة 

هل اكتشفت الرياض أن قوات الدرع التي بنتها غير جاهزة للمواجهة؟

الوطن العدنية | 513 قراءة 

شرطاً جديداً يفرضه منفذ الوديعة على المغتربين اليمنيين

يمن فويس | 501 قراءة 

حسين الجسمي يستفز الشعب اليمني.. اكتشف القصة

المشهد اليمني | 481 قراءة 

ضجة في اليمن بسبب تصريح حسين الجسمي.. ما الذي حدث؟

المرصد برس | 426 قراءة 

باسندوة: أتمنى الموت قبل أن أرى تقسيم اليمن

قناة المهرية | 390 قراءة 

رئيس الوزراء الأسبق ‘‘باسندوة’’ يخرج عن صمته ويعلن موقفه من سيطرة الانفصاليين على حضرموت والمهرة: أتمنى الموت قبل أن أرى هذا الأمر!!

المشهد اليمني | 362 قراءة 

عاجل:عمرو بن حبريش يتحدث عن خروج قوات الانتقالي من حضرموت

كريتر سكاي | 347 قراءة 

انفصال جنوب اليمن وشيكاً

الوطن العدنية | 330 قراءة 

كانت حول (الانفصال)!.. الوزير الأسبق الرويشان يكشف تفاصيل مكالمة لرئيس الوزراء الأسبق لأخيرة!

موقع الأول | 315 قراءة