وجّه رئيس مجلس الوزراء، الدكتور سالم صالح بن بريك، خلال ترؤسه اليوم جلسة مجلس الوزراء في العاصمة المؤقتة عدن، بالبدء الفوري في تنفيذ إصلاح شامل لعمل الوزارات والهيئات والمصالح الحكومية، مؤكدًا ضرورة تفعيل قانون التدوير الوظيفي، وتطبيق مبدأ المحاسبة دون استثناء، وبناء منظومات عمل حديثة ترتكز على الكفاءة والانضباط والأداء، بعيدًا عن المحاصصة والمجاملات والاسترضاءات.
وأكد رئيس الوزراء أن الدولة لن تستقيم ما لم تُفعّل مؤسساتها، ولن تكتسب ثقة المواطنين ما لم يلمسوا أثر الإصلاح في معاملاتهم اليومية وخدماتهم الأساسية. كما شدد على أن اختيار القيادات في مؤسسات الدولة يجب أن يتم وفق معايير مهنية بحتة، مشيرًا إلى أن مكافحة الفساد ليست شعارًا سياسيًا، بل التزام وطني وأخلاقي وقانوني، وستتم محاسبة كل من يتورط في التقصير أو التستر أو التهاون في هذا الملف.
وفي هذا السياق، وجّه بسرعة ترشيح قيادات جديدة لإدارة الصناديق الإيرادية، على أن يُرفع بثلاثة مرشحين لكل منصب، مع الالتزام بمعايير الكفاءة والنزاهة والخبرة، مؤكدًا أهمية الحوكمة الحقيقية والشفافية في إدارة الإيرادات والمصروفات.
وفي إطار ضبط إيقاع العمل الحكومي، شدد رئيس الوزراء على ضرورة الحضور الفاعل للمسؤولين في العاصمة المؤقتة عدن، مؤكدًا أن التوسع غير المبرر في السفر الخارجي لن يُسمح به بعد اليوم، إلا في حالات الضرورة القصوى وبعد تقييم العائد الوطني منها، وبموافقة مسبقة وواضحة، ووفق أولويات الدولة لا الأفراد.
وعبّر رئيس الوزراء عن تفهمه الكامل لمعاناة المواطنين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، مؤكدًا أن الحكومة تعمل بكل الوسائل الممكنة لتحسين الخدمات الأساسية في الكهرباء والمياه والصحة والتعليم، ومتابعة انتظام صرف رواتب المدنيين والعسكريين والأمنيين، باعتبار الراتب حقًا مقدسًا لا يجوز المساس به أو تأخيره. كما أشار إلى الجهود المبذولة لضبط أسعار السلع واستقرار سعر صرف العملة الوطنية، بالتنسيق مع الجهات المختصة.
وقال بن بريك: "قد لا تتحقق النتائج بالسرعة التي نرجوها، لكننا نسير بخطى واثقة نحو إصلاح حقيقي لا تجميل مؤقت، وسنمضي معًا رغم الصعاب نحو غدٍ أفضل بإذن الله".
ودعا الوزراء إلى تحمل مسؤولياتهم في هذه المرحلة الحساسة، وأن يكونوا قدوة في الأداء والانضباط، ونموذجًا في النزاهة والشفافية، مطالبًا بإعداد خطط عمل واضحة وجداول زمنية ونتائج ملموسة، مؤكدًا أن الشعب يراقب، والتاريخ يسجل، والحكم النهائي سيكون له.
وفي سياق حديثه، حذر رئيس الوزراء من الخطر الوجودي الذي تمثله مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، والتي تستهدف كيان الدولة وهوية الوطن ومستقبل اليمنيين، مشددًا على ضرورة استعادة بوصلة المعركة الوطنية، وترتيب الأولويات بما يخدم مصلحة اليمن العليا.
كما وجّه تحية إجلال لأبطال القوات المسلحة والأمن والتشكيلات القتالية، مؤكدًا حرص الحكومة على تحسين أوضاعهم ومعالجة قضايا الجرحى وأسر الشهداء بما يليق بتضحياتهم.
وثمّن رئيس الوزراء مواقف الدول الشقيقة والمنظمات المانحة والمجتمع الدولي، داعيًا إلى مواصلة دعم جهود الحكومة في مسار الإصلاحات والتنمية، معربًا عن تقديره للدعم الصادق من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، واصفًا إياه بالشراكة الحقيقية في معركة استعادة الدولة وتحقيق التعافي.
وأشار إلى التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر التنسيقي للمانحين لحماية النظام الصحي، والمؤتمر الوطني الأول للطاقة في عدن خلال الأيام المقبلة، مؤكدًا أن هذه المحطات تمثل فرصًا مهمة لتعبئة الموارد وتحفيز الاستثمارات في قطاعات حيوية تمس حياة المواطنين.
وفي ختام كلمته، شدد رئيس الوزراء على أن المرحلة الراهنة لا تحتمل التردد أو الأعذار، داعيًا الجميع للعمل بروح المسؤولية، والاختلاف بمسؤولية، والتوحد حول هدف واحد: إنقاذ الوطن وإنهاء معاناة أبنائه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news