شهدت مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد (جنوبي اليمن)، الأحد 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025م، احتجاجات واسعة شارك فيها المئات من الجرحى وأسر الشهداء، أمام البوابة الرئيسية لقصر المعاشيق الرئاسي، للمطالبة بصرف المستحقات المالية المتأخرة واستكمال ملفات العلاج المتوقفة منذ سنوات.
ووفق مصادر محلية لـ"بران برس"، قال المشاركون في الاعتصام إن هذه الخطوة جاءت بعد تفاقم معاناتهم الإنسانية والمعيشية ووصولها إلى مرحلة "لم يعد بالإمكان السكوت عنها"، مؤكدين أن أوضاعهم الإنسانية وصلت إلى مرحلة حرجة.
وشدد المشاركون على أن العديد من الجرحى يحتاجون إلى عمليات جراحية عاجلة داخل اليمن وخارجه، في ظل استمرار تجاهل ملفات علاجهم، فيما تعيش أسر الشهداء أوضاعاً معيشية صعبة نتيجة توقف الرواتب والحقوق الأساسية.
وطالب المعتصمون بصرف المرتبات المتأخرة بشكل منتظم، واستكمال ملفات العلاج العالقة وإنهاء ما وصفوه بحالة الإهمال الطويل، إضافة إلى الالتزام بتنفيذ الترقيات العسكرية والوظيفية المرفوعة سابقًا، ومنح أسر الشهداء والجرحى حقوقهم كاملة مثل بقية المحافظات.
ووفقًا لشهود عيان وناشطين، تصاعدت حدة التوتر أمام بوابة قصر المعاشيق في عدن، مقر الحكومة اليمنية المعترف بها، على خلفية اعتصام ينفذه الجرحى العسكريون وذوو الإعاقات وأسر الشهداء منذ أيام، للمطالبة بصرف مستحقاتهم المتوقفة وتحسين أوضاعهم الصحية والمعيشية.
وبحسب مقاطع مصورة متداولة وشهادات من موقع الحدث، وثّق المحتجون صباح اليوم محاولة مدير أمن عدن، مطهر الشعيبي، دخول موقع الاعتصام، وسط مشادات كلامية تطورت إلى محاولة احتكاك مباشر مع بعض الجرحى، الأمر الذي أثار غضب المعتصمين ودفعهم إلى التصدي له ومنعه من الاقتراب من بوابة القصر، ما أدى إلى تراجعه ومغادرته المكان.
لمشاهدة الفيديو اضغط
هنـــــــــــــــــــــــــا
وبدورها أكدت إدارة أمن عدن أن مدير أمن عدن، اللواء الركن مطهر علي ناجي الشعيبي، نفذ زيارة ميدانية إلى موقع اعتصام الجرحى، وذلك في إطار الحرص على الاطمئنان عليهم، وشد أزرهم، والتأكيد بأن مطالبهم في العلاج والرعاية الصحية حقوق مشروعة لا يختلف عليها أحد.
وقالت إدارة الأمن في بيان اطلع عليه "بران برس"، إنها تابعت إدارة أمن العاصمة عدن ما تم تداوله من مقاطع مرئية حول الزيارة، مشيرةً إلى أن "اللواء الشعيبي" واجه خلال الزيارة بعض العبارات الاستفزازية الصادرة من عناصر غير منضبطة دون استكمال الرسالة التي كانت موجهة للجرحى، رغم أن قيادة الأمن حضرت خصيصًا لتقديم الدعم المعنوي والتأكيد على احترام حقهم في التعبير.
وأضافت أن "الشعيبي" وجه اللجنة المنظمة بضرورة الالتزام التام بالسلمية، حفاظًا على حق الجرحى في إيصال صوتهم، ومنعًا لأي عناصر مندسة من الاصطياد في المياه العكرة ومحاولة استهداف عدن واستقرارها.
وفي السياق، أكدت إدارة أمن عدن أن تعاملها مع الاعتصام كان إيجابيًا ومسؤولًا، إذ تم منح اللجنة المنظمة ترخيصًا رسميًا للاحتجاج وفق الإجراءات القانونية، إيمانًا بحق الجرحى في الاحتجاج السلمي ودعمًا لقضيتهم العادلة.
وعبّرت إدارة الأمن عن أسفها لمحاولات البعض تحريف المشهد واستغلاله للتحريض ومحاولة خلق فجوة بين الجرحى وقيادة الأمن، مؤكدةً أن أبوابها مفتوحة للتعاون والتنسيق بما يخدم حقوق الجرحى ويحافظ على الاستقرار العام.
ودعت إدارة أمن عدن الجهات المختصة إلى تعزيز الاهتمام بملف الجرحى تقديرًا لتضحياتهم الجسيمة، فهم يمثلون كرامة المجتمع وسنده في الدفاع عن عدن والمحافظات المحررة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news