غصت مدينة الضالع، اليوم، بحالة من الغليان الشعبي غير المسبوق، حيث خرجت مسيرة حاشدة وعفوية شارك فيها آلاف المواطنين من كافة الفئات العمرية والاجتماعية، احتجاجاً على الجريمة البشعة التي أودت بحياة الطفل عبدالرحمن الزند، والتي هزت الضمير المحلي وأثارت سخطاً عاماً واسعاً.
وانطلقت المسيرة من وسط المدينة، وجابت شوارعها الرئيسية في مشهد مهيب، رافعين لافتات كتب عليها عبارات تندد بالجريمة وتطالب بتطبيق أقصى العقوبات، كما حمل المشاركون صوراً للطفل الضحية، فيما تعالت أصواتهم بهتافات صارخة تعكس حجم الألم والغضب المتجذر في نفوس أهالي المدينة.
هتافات تطالب بالثأر ورسالة للسلطات
ردد المتظاهرون، بحماس كبير، هتافات مختلفة كان أبرزها: "بالروح بالدم نفديك يا شهيد"، "يا عدلنا يا رب.. عبدالرحمن طلب ثأره"، "لا أمن لا استقرار.. بدون إعدام القتلة"، و"روحك يا عبدالرحمن.. علينا دمك واجب". وجاءت هذه الهتافات لتؤكد على رفض المجتمع كافة أشكال التهاون مع الجناة، والمطالبة بإنزال أقصى العقوبة بما يحقق القصاص للطفل البريء ويردع أمثال هؤلاء المجرمين.
وفي كلمة له وسط الجماهير، أكد أحد وجهاء المدينة أن هذه المسيرة ليست مجرد تعبير عن الغضب، بل هي "رسالة واضحة وصريحة إلى كافة الأجهزة الأمنية والقضائية في الدولة، مفادها أن صبر الشعب قد نفد، وأنه لن يقبل بأقل من إقامة العدالة الناجزة".
مطالبات بسرعة الإجراءات وضمان حقوق الأسرة
طالب المحتجون السلطات القضائية بسرعة البت في القضية وإنهاء إجراءات التحقيق بشكل عاجل وشفاف، مؤكدين على ضرورة أن يأخذ القانون مجراه كاملاً دون أي تأخير أو تسويف، بما يضمن حقوق أسرة الضحية التي تعيش في حالة من الصدمة والحزن، ويمنع تكرار مثل هذه الجرائم البشعة التي تستهدف أبرياء المجتمع.
كما وجه المتظاهرون دعوة صريحة للجهات الأمنية بمواصلة عملها بحزم وحسم، وتقديم كافة المتهمين للعدالة، مشددين على أن فرض سيادة القانون هو الضمانة الوحيدة لطمأنة المجتمع، وإشاعة شعور الأمن والاستقرار بين المواطنين، وأن أي تراخٍ في تطبيق العدالة سيكون له عواقب وخيمة.
وتأتي هذه التطورات فيما لا تزال الأنظار مسلطة على التحقيقات الجارية، فيما يعقد أهالي الضالع آمالهم على القضاء اليمني لإنصافهم وتحقيق المطالب الشعبية التي أجمع عليها الجميع في مسيرتهم اليومية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news