خاص – كشفت التحديثات الأخيرة لمنصّة “إكس” عن واحدة من أكبر عمليات التضليل الرقمي في المنطقة، بعد أن أظهرت ميزة إظهار الدولة التي يُدار منها الحساب أن آلاف الحسابات التي ظلت لسنوات تهاجم وتشوّه وتبتز مستخدمين يمنيين، لم تكن سوى حسابات وهمية تُدار من داخل مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.
لكن في اليمن، كان لظهور هذه الميزة وقع الصدمة؛ إذ بدأت تتكشف شبكات واسعة من الحسابات المزيّفة التي لعبت لسنوات دور “الناشطات” أو “الحقوقيات” أو “الشخصيات النسوية”، بينما كانت تُدار من غرف إلكترونية تابعة لمليشيا الحوثي، بهدف التأثير على الرأي العام المحلي والدولي، وتشويه خصوم الجماعة، وصناعة اتجاهات رأي زائفة.
وعلى الرغم من أن المنصة لم تصدر حتى الآن توضيحاً رسمياً حول كيفية تحديد الدولة سواء كان بناءً على عنوان الـIP أو على بيانات يقدمها المستخدم إلا أن ظهور بلد التشغيل أعاد فتح ملف الجيوش الإلكترونية، وأبرز هشاشة الحملات المنظمة التي اعتمدت على التخفي خلف هويات نسائية مصطنعة.
وقد فجّر التحديث موجة واسعة من النقاشات، خصوصاً بين المهتمين بالخصوصية الرقمية، الذين يرون أن الميزة قد تعرّض بعض المستخدمين للخطر، خاصة الناشطين في الدول التي تشهد صراعاً سياسياً أو تضييقاً على حرية التعبير. ويرى خبراء في أمن المعلومات أن الميزة ستكون محل جدل خلال الأيام المقبلة، ما لم تُتح للمستخدمين خيارات واضحة لإخفاء الدولة على غرار البيانات الحساسة الأخرى.
ومع ذلك، فقد أتاح التحديث لأول مرة كشف البنية الحقيقية لشبكات التضليل الحوثية التي لطالما اتخذت من أسماء نسائية واجنبية واجهةً لعمليات الهجوم الرقمي، الأمر الذي أعاد النقاش حول دور المنصات في حماية الفضاء الإلكتروني من الاستغلال السياسي، وضمان شفافية الهوية الرقمية للمستخدمين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news