شهدت منصات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة توتراً كبيراً حول صانع المحتوى الطفل اليمني المقيم في قطر، خليفة العمودي، بعد أن تعرض لحملة انتقادات واسعة من قبل نشطاء ومستخدمين من أوساط شيعية، اتهموه فيها بالتحريض الطائفي والتطاول على مقدساتهم عبر محتوى ينشره.
الحدث أثار نقاشاً حول حرية التعبير ومسؤولية صانعي المحتوى في بيئة اجتماعية ودينية حساسة.
يأتي هذا التصعيد بعد أن نشر العمودي، الذي يشتهر بمحتواه الديني، فيديو تناول فيه ردا على عالم شيعي يدعى علاء المهداوي وهو يستغيث بغير الله مناديا "ياعلي مدد".
ورغم أن محتواه قد يكون موجهاً لجمهوره العام من وجهة نظره، إلا أن قطاعاً كبيراً من المتابعين الشيعة رأى فيه تلميحات أو إساءات مباشرة لمعتقداتهم، خاصة فيما يتعلق باعتقادهم بسيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه
ردود الفعل والهجوم الإلكتروني:
سرعان ما تحولت الانتقادات إلى حملة منظعة على منصات مثل "إكس" (تويتر سابقاً) وتيك توك، حيث استخدم الناشطون وسوم (هاشتاجات) تندد بالعمودي وهجوما كبيرا عليه رغم ان العمودي طفل لم يتجاوز ال 13 من العمر .
ووصفه منتقدوه بأنه "يستغل منصته لبث الفرقة الطائفية تحت غطاء النقاش التاريخي"، وطالبوا متابعيه ومؤسسات الإعلام في قطر والمنطقة بإيقافه أو على الأقل إجباره على تقديم اعتذار رسمي.
موقف خليفة العمودي ومؤيديه:
حتى لحظة كتابة هذا الخبر، لم يصدر من خليفة العمودي أي بيان رسمي أو رد مباشر على الحملة الموجهة ضده. لكن، دافع عنه عدد كبير من متابعيه ومؤيديه، مؤكدين أن هدفه هو عرض التاريخ كما هو مدون في كتب السنة والتاريخ المعتمدة لديهم، وأنه لم يقصد الإساءة إلى أي طائفة. واعتبر مؤيدوه أن الحملة عليه هي "محاولة لتكميم الأفواه ومنع النقاش في التاريخ"، وأن النقد الموجه له "مبالغ فيه ويخرج عن إطار النقد البنّاء إلى التشهير والتهديد".
وبينما تستمر الحملة ضده، تبقى الأعين متجهة نحو الخطوة التالية التي قد يقدم عليها خليفة العمودي، سواء بالاعتذار أو التوضيح أو الاستمرار في نفس المنهج، في ظل انقسام واضح بين جمهوره الذي يدافع عن حريته، وبين معارضيه الذين يرون في محتواه ما يمس عقيدتهم. وتظل القضية مثالاً صارخاً على كيفية تحول النقاشات الفكرية إلى معارك إلكترونية حادة في عصرنا الحالي.
مقطع الفيديو من
هنا
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news