تحشيدات بلا تأثير ووقفات مصطنعة.. الحوثي يعيش أضعف مراحله قبل الانهيار

     
نيوز يمن             عدد المشاهدات : 66 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تحشيدات بلا تأثير ووقفات مصطنعة.. الحوثي يعيش أضعف مراحله قبل الانهيار

تحشيدات بلا تأثير ووقفات مصطنعة.. الحوثي يعيش أضعف مراحله قبل الانهيار

السابق

التالى

تحشيدات بلا تأثير ووقفات مصطنعة.. الحوثي يعيش أضعف مراحله قبل الانهيار

السياسية

-

منذ 29 دقيقة

مشاركة

صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تزايدت في الأسابيع الأخيرة مظاهر الحشد والتعبئة التي تنظمها ميليشيا الحوثي في عدد من المديريات الخاضعة لسيطرتها، عبر وقفات ومسيرات قبلية وعسكرية، في محاولة لاستعادة الزخم التعبوي بعد سلسلة من الانكسارات التي مُنيت بها خلال العامين الماضيين.

وأجبرت الميليشيات الأهالي على المشاركة لاستغلالهم في تعزيز روايتها العسكرية والسياسية، تحت شعارات متغيّرة؛ فتارةً تدّعي "نصرة الشعب الفلسطيني"، وتارة "مواصلة النفير والنكف دفاعاً عن اليمن"، وأحياناً تحت لافتات "تحرير القدس والحرب المقدّسة"، في استغلال واضح للرمزية الدينية والقومية لتبرير حروبها الداخلية.

وتظهر هذه الوقفات، وفق خبراء محللين محاولة للهروب من الواقع الحقيقي الذي يواجه الجماعة، بما في ذلك العزلة المحلية وتراجع الحاضنة الاجتماعية وانكشاف ممارساتها القمعية بحق القبائل.

أضعف مراحلهم 

وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني أكد أن مليشيا الحوثي تمرّ حالياً بـ"إحدى أضعف مراحلها منذ انقلابها"، بفعل الخسائر العسكرية المتتالية التي تكبدتها، وخصوصاً في صفوف قياداتها العقائدية البارزة. وأوضح أن الجهود الحكومية والدولية الرامية إلى تجفيف منابع تمويل وتسليح الجماعة أسهمت بشكل مباشر في إضعاف بنيتها الداخلية، وإرباك منظومتها القيادية، وتراجع قدرتها على الحشد الجماهيري الذي كانت تعتمد عليه خلال السنوات الماضية.

وأضاف أن تنظيم الحوثيين لوقفات قبلية واستعراضات ميدانية مؤخرًا هو "محاولة بائسة" لتضليل الرأي العام والتغطية على حالة التراجع الشعبي، معتبرًا ذلك دليلًا واضحاً على الارتباك التنظيمي داخل الجماعة، وانحسار قدرتها على استقطاب القبائل التي باتت تشعر بخطر المشروع الحوثي على وجودها ومكتسباتها التاريخية.

وأشار الوزير إلى أن الميليشيات شنت "حرباً مفتوحة" على القبائل اليمنية منذ توسعها العسكري، بدءًا من صعدة وعمران وصنعاء، وصولاً إلى المحافظات الأخرى التي سيطرت عليها بالقوة. وتنوّعت هذه الانتهاكات بين الاختطاف، تفجير المنازل، مصادرة الممتلكات، الإقصاء، تعيين عناصر تابعة لها بدلاً من القيادات القبلية الشرعية، وفرض جبايات وإتاوات غير قانونية.

وأكد الإرياني أن القبائل اليمنية – التي لعبت تاريخياً دوراً محورياً في حماية الدولة والجمهورية – لن تنحاز لمشروع الحوثي "الإخواني-الصفوي" كما وصفه، محذراً من أي محاولات خارجية لجرّ القبائل إلى خدمة مشروع إيراني يستهدف تحويل اليمن إلى منصة تهديد للأمن القومي العربي.

قوة مزعومة وواقع هش

ويرى مراقبون أنّ ما تصوّره الجماعة على أنه "استعراض قوة" ليس سوى رد فعل على تراجع شعبيتها وانهيار قدراتها التعبوية، ومحاولة لخلق واجهة صورية تعطي انطباعًا زائفًا بأنها ما تزال تملك السيطرة الكاملة على المشهد القبلي. ويتابع الإرياني بأن هذه التحركات ليست مؤشراً على قوة، بل على انهيار داخلي عميق، ومحاولة يائسة لإعادة تدوير رواية التفاف قبلي حول الجماعة، بينما تكشف الوقائع أن القبائل أصبحت أكثر رفضاً لمشروعها الطائفي.

أكد وزير الإعلام أن “القبائل اليمنية ستقول كلمتها في الوقت المناسب”، وأنها ستظل إلى جانب الدولة والجمهورية، وستكون “العامل الحاسم في استعادة اليمن من قبضة المشروع التخريبي الإيراني وأدواته”.

ويرى محللون أن تنظيم الميليشيات للوقفات والمظاهرات القبلية في مناطق طائفية وقبلية خاضعة لسيطرتها، هو محاولة رخيصة لاستغلال هذه اللقاءات لتضميد شرائها الاجتماعي؛ لكن خلف الشعارات القومية والدينية رغبة واضحة في استغلال القبائل كآلية تعبئة بديلة. 

هذا النمط ليس جديدًا على الحوثيين، فالجماعة لطالما استخدمت التعبئة القبلية في معاقلها، مثل صعدة، لكن في كثير من الأحيان يتحول هذا التكتيك إلى سيف ذو حدين، إذ تحولت بعض القبائل ضدها نتيجة القمع المستمر. كما أن هذه الوقفات تشكّل واجهة إعلامية تمكّن الجماعة من الادعاء بأنها ما تزال تحظى بدعم شعبي قبلي واسع، حتى لو كانت القوة الفعلية تتآكل. هذا الإيهام يعيد خلق خطاب مفاده "التفاف شعبي" رغم الانكسارات، ويمنح الجماعة غطاءًا للتجنيد وإعادة بناء صفوفها من جديد، تحت ذرائع دينية ووطنية.

ضغوط اقتصادية ومالية

وربط الناشط السياسي محمد الشماسي  الوقفات بالضغوط الاقتصادية والمالية التي تتعرض لها الجماعة خصوصًا مع التحركات الدولية والإقليمية التي أصبحت تقوض البنية المالية للحوثيين وأدت إلى تراجع مواردها ودورها. كما تُشير تحليلات إلى أن الحوثيين يواجهون عبئًا ماليًا ثقيلًان فالضغط المالي يدفع الجماعة إلى استغلال القبائل، ليس فقط حشدًا للمقاتلين، بل أيضًا كشبكة تمويل محلية من خلال الجبايات والتبرعات القسرية أحيانًا.

من منظور حقوقي، ما نراه اليوم من وقفات قبلية وتنظيم مسيرات ليست مجرد نشاط سياسي عادي، بل ينطوي على الاستغلال: شباب قبليون وطلاب يُضغط عليهم للحضور والمشاركة، وقد يتم استدراجهم إلى دورات عسكرية أو تنظيمات تابعة للجماعة. هذا يشبه نوعًا من التجنيد القسري أو التلاعب الاجتماعي: "شماعات" دينية أو وطنية تُستخدم لتبرير تعبئة يُحتمل أنها تُجهّز للمقاتلين أو المجندين لخدمة أهداف الجماعة.

كما أن هذا السلوك يعمّق سيطرة الحوثيين على المجتمعات المحلية من خلال زرع التبعية، ما يزيد من هشاشة القبائل أمام الضغوط الداخلية والخارجية.

ويشر مراقبون إلى أن الوقفات والمسيرات القبلية تُعد محاولة من الجماعة لإنتاج خطاب مفاده "العودة" و"التمكين مجددًا" بعد فترات من الخسائر والضربات. لكن هذه المحاولة ليست مجرد استعراض قوة بل محاولة لإعادة إنتاج قدرة التعبئة التقليدية التي فقدتها جزئيًا.

كما أنها تعمل كأداة لتسويق مشروع الحوثي كـ "مقاومة" وليس مجرد جماعة مسلحة محلية من خلال ربط خطابها بالقضايا الفلسطينية أو الجهاد، تسعى لربط مشروعها المحلي برواية إقليمية أكبر تمنحها شرعية إضافية في بعض الأوساط.

مخاطر مستقبلية 

ويقول الناشط الشماسي أن الميليشيات أمام خيارين من خلال هذه الوقفات والحشود القبلية؛ إما استعادة جزءًا من قوتها التنظيمية وتجنّد موارد بشرية جديدة، مما قد يعيد إشعال الحرب في الجبهات الداخلية، أو فشل كبير وتكون فيه الجماعة معرضة لمزيد من التآكل الاجتماعي، وانخفاض الحاضنة الشعبية، وربما الانقسامات الداخلية القبلية نتيجة التوترات القسرية.

من الناحية الدولية، يعكس هذا الأسلوب هشاشتها ويُظهر بحسب بعض المراقبين أن الجماعة تعتمد أكثر على أساليب دعائية وعاطفية من القوة العسكرية القاصمة. هذا قد يفتح المجال أمام الضغوط الدولية لمزيد من عزل الحوثيين أو قطع التمويل.

إن تحركات الحوثيين اليوم ليست مجرد تنظيم مظاهر شعبية، بل جزء من استراتيجية شاملة للتكيّف مع تراجع قوتها الميدانية والمالية. عبر استغلال القبائل والطلاب والمجتمعات المحلية، تحاول الجماعة إعادة بناء شبكتها الحشدية، لكن خلف هذا القناع، هناك هشاشة تنظيمية واضحة.

يؤكد المراقبون إن استخدام الحشد القبلي من قبل الجماعة لا يضمن ولاءً دائمًا، فالمعاناة القبيلة والضغط المستمر قد يحولان هذا الحشد إلى عبء أو حتى مصدر تمرد داخلي إن لم يُدرَّ بشكل متوازن، مما يطرح تساؤلات استراتيجية عميقة حول ما إذا كانت التعبئة الأربعينية الجديدة كافية لرد الجماعة من تراجعها، أو أنها مجرد مناورة صورية أمام خسائر حقيقية".

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تفاصيل اتفاق يمني سعودي جديد

وطن نيوز | 574 قراءة 

مليشيا الحوثي توجه رسالة لولي العهد السعودي ‘‘محمد بن سلمان’’ وتتوقع هجمة جديدة ضدها

المشهد اليمني | 442 قراءة 

اليوم... ترقب حدث طال إنتظاره في العاصمة عدن

عدن تايم | 386 قراءة 

قرار ملكي جديد يعفي هذه الفئات من رسوم الإقامة والمرافقين نهائيًا

نيوز لاين | 336 قراءة 

وفاة عروس يمنية ونهب ذهبها ومجوهراتها

بوابتي | 283 قراءة 

جرائم جنسية صادمة في مدرسة .. عمال يعتدون على طالبات صغار وصدفة قادت لفضحهم

الوطن العدنية | 270 قراءة 

رسالة غير متوقعة من الحو/ثيين إلى السعودية

صوت العاصمة | 265 قراءة 

بـ500 ريال فقط.. السعودية تكشف تفاصيل إقامة سهلة ودون الحاجة للكفيل

نيوز لاين | 257 قراءة 

قيادي بالانتقالي يدعو لاغتنام هذا الامر قبل أن يصبح الثمن أكبر

كريتر سكاي | 256 قراءة 

القيادي في تجمع الإصلاح زيد الشامي يثير جدلاً بإعلان موقفه من معركة صنعاء

يمن فويس | 212 قراءة