أثار الصحفي اليمني مانع سليمان جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن نشر منشوراً استذكر فيه حادثة اعتقاله في عهد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، معرباً عن ندمه الشديد على مواقفه السابقة تجاهه، واصفاً إياه بـ"أب لكل اليمنيين"، وربط المعاناة التي يعيشها اليمن اليوم بـ"ذنوب معارضته".
في منشورٍ له انتشر بشكل واسع، تناول الصحفي مانع سليمان ذكرياته من عام 2006، وهي الفترة التي كانت فيها حدة الخلاف السياسي مع نظام الرئيس صالح في ذروتها. روى سليمان تفاصيل الواقعة، قائلاً إنه كان يلقي محاضرة في كلية العلوم السياسية، تحدث خلالها بأسلوب ساخر وجارح عن الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.
وبعد انتهاء المحاضرة مباشرة، تم اعتقاله من أمام بوابة الجامعة، برفقة زميله الراحل عمر البخيتي، على يد أشخاص يرتدون زياً مدنياً. ونُقل إلى مكان احتجاز في منطقة "مذبح" بصنعاء، في مشهد كان يوحي بتدهور كبير في حقوق الإنسان وحرية الرأي آنذاك.
غير أن سليمان فاجأ متابعيه بالتوجه الذي اتخذته قصته، موضحاً أن خلاف توقعاته، فقد تم التعامل معه خلال فترة التحقيق باحترام تام، دون أي شكل من أشكال الإهانة أو التعذيب، وهو ما أثار حيرته وأدى إلى تغير نظرته للأمور.
وأوضح سليمان أن تلك التجربة المفاجئة هي التي جعلته يدرك "لماذا حكم صالح اليمن 33 عاماً"، مشيراً إلى أن أسلوب الحكم الذي اتبعه ربما كان نابعاً من فهمه الخاص للطبيعة اليمنية والتعقيدات التي تحكم مشهد البلاد.
وفي ختام منشوره، الذي جاء في ظل الأزمة الإنسانية والسياسية الخانقة التي تمر بها البلاد، ختم سليمان بالترحم على الرئيس الراحل، مقدماً اعتذاره عن مواقفه السابقة.
وذهب إلى أبعد من ذلك، معتبراً أن ما يعيشه اليمن اليوم من تشرذم ومعاناة هو نتيجة مباشرة لما وصفه بـ"ذنوب معارضة" علي عبدالله صالح، وهي مقاربة أثارت ردود فعل متباينة بين مؤيد يرى فيها نضجاً في الرؤية، ومعارض يعتبرها تبريراً لسنوات من الحكم شابتها العديد من الانتقادات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news