شهدت العاصمة المؤقتة عدن تطورًا لافتًا في مستوى الحضور الدبلوماسي، بعد تقديم السفير الروسي يفغيني كودروف أوراق اعتماده لرئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، ليصبح أول سفير لدولة كبرى ودائمة العضوية في مجلس الأمن يتخذ من عدن مقرًّا لإقامته الدائمة.
ويُنظر إلى هذه الخطوة بوصفها مؤشرًا جديدًا على تنامي الثقة الدولية بقدرة الحكومة اليمنية على إدارة شؤونها من العاصمة المؤقتة، وانعكاسًا لاتجاه روسي لتعزيز التواصل المباشر مع مؤسسات الدولة الشرعية.
تعزيز للثقة الدولية بالحكومة اليمنية
يرى مراقبون أن انتقال سفير دولة مثل روسيا للإقامة في عدن يحمل رسالة سياسية واضحة، بأن المدينة باتت بيئة مناسبة لعمل البعثات الدبلوماسية، وأن الحكومة اليمنية استطاعت تقديم ضمانات كافية بشأن الوضع الأمني والإداري. كما تمثل الخطوة امتدادًا لمسار من التقارب الدبلوماسي بين صنعاء وعدن من جهة، وموسكو من جهة أخرى، بعد الزيارات الرسمية المتبادلة خلال العامين الماضيين.
تحوّل في نمط التعاطي الدولي مع الملف اليمني
ويعتبر محللون أن الوجود الروسي الدائم يضيف بعدًا جديدًا للحضور الدولي في عدن، خصوصًا أنه يأتي في سياق تزايد نشاط المنظمات والسفارات الأجنبية، وعودة تدريجية لبعض التمثيل الدبلوماسي. ويرجّح مراقبون أن هذه الخطوة قد تشجع دولًا أخرى على اتخاذ إجراءات مماثلة، الأمر الذي يسهم في توسيع قنوات التواصل السياسي والدبلوماسي من داخل العاصمة المؤقتة.
انعكاسات محتملة على الملفات الإقليمية والأمنية
إضافة إلى البعد السياسي، يُتوقع أن يعزز الحضور الروسي التنسيق بشأن ملفات الأمن البحري والملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، في ظل استمرار التهديدات التي تفرضها المليشيات الحوثية على خطوط التجارة الدولية. ويعتقد محللون أن وجود سفير دولة ذات ثقل دولي في عدن يمنح الحكومة اليمنية مساحة أكبر للتحرك في القضايا المتعلقة بالاستقرار الإقليمي.
خطوة مهمة رغم التحديات القائمة
ورغم أن بعض التحديات ما زالت قائمة أمام الحركة الدبلوماسية، سواء فيما يتعلق بأداء مؤسسات الدولة أو الترتيبات الأمنية، يؤكد مراقبون أن قدوم أول سفير روسي للإقامة في عدن يعد تطورًا ذا دلالة خاصة، ويعكس تحولًا تدريجيًا في رؤية المجتمع الدولي تجاه المشهد اليمني، وإشارات على قدرة الحكومة على استعادة حضورها السياسي والدبلوماسي من العاصمة المؤقتة عدن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news